توفير بيانات عن الكوارث لإنقاذ الأرواح «2 من 2»
خلال الصيف الماضي، طلب من مجموعة بيانات التنمية التابعة للبنك الدولي إجراء تقييم سريع للأضرار الناجمة عن الفيضانات في أسام وميجالايا في الهند، وكانت الفيضانات لا تزال مستمرة. وباستخدام بيانات أجهزة الرادار وبعض برامج المعالجة السحابية استنادا إلى الكود الذي قمنا بإتاحته للجمهور، استطعنا تحديد حجم المنطقة المتأثرة وعدد الأشخاص المتأثرين في أقل من ساعتين للمساعدة على توجيه الإجراءات السريعة والمناسبة.
ويبدأ جانب كبير من هذا العمل بالاستثمار فيما أسميه "جاهزية البيانات" ـ أي: أنظمة جمع البيانات ونشرها، وحوكمة البيانات، واستخدام البيانات والإلمام بالقراءة والكتابة والمعرفة، وإعداد المعلومات الأساسية قبل وقوع الكوارث. ولتمكين جاهزية البيانات على نطاق أوسع، نحتاج إلى بناء أنظمة تعاونية جديدة من أجل الابتكار، فضلا عن توحيد الجهود للاستثمار في قدرات البيانات وأنظمة البيانات في الدول حتى يمكنها توقع الكوارث والتصدي لها على نحو أفضل.
وثالثا من الضروري أن تكون جهودنا بشأن جمع بيانات الكوارث مستندة إلى تحقيق القيمة والإنصاف وبناء الثقة، وفي الوقت الذي نستكشف فيه كيف يمكننا استخدام مصادر البيانات الجديدة من خلال شراكات جماعية للتخفيف من حدة الكوارث وحماية الفئات الأكثر ضعفا بيننا، يجب أن نكون على دراية تامة بالحاجة إلى حوكمة قوية للبيانات وضمانات ضد إساءة استخدام هذه البيانات.
ولا يمكن بناء أنظمة فاعلة للحد من الكوارث استنادا إلى توافر البيانات إلا عندما تستطيع الدول استخدام البيانات العامة المتاحة للجمهور والبيانات من الشركات الخاصة وإعادة استخدامها، والاستفادة من أوجه تضافر الجهود لإيجاد قيمة أكبر. وعلينا أيضا ضمان استفادة كل شخص وكل بلد على قدم المساواة من البيانات. كما أن بناء الثقة في سلامة نظام البيانات بتوخي اليقظة والحرص على مواجهة الأضرار المحتملة، بما في ذلك الجرائم الإلكترونية والتمييز، أمر لا يقل أهمية عن ذلك.
وفي الأساس، علينا العمل على تحقيق ما ورد في تقرير عن التنمية في العالم 2021، البيانات من أجل حياة أفضل حيث يدعو هذا التقرير إلى "عقد اجتماعي جديد بشأن البيانات" يسترشد بمبادئ القيمة والإنصاف والثقة. ونظرا إلى أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يزيد من معدلات تواتر وشدة الكوارث الطبيعية، علينا أن نكون أفضل استعدادا وتأهبا من أي وقت مضى لإنقاذ الأرواح وسبل كسب العيش، ولا سيما في الدول الأقل دخلا. ويتطلب هذا التحدي غير العادي استجابة استثنائية وجماعية. ومع البيانات الصحيحة، يمكننا المضي في الطريق الصحيح.