ما الخطأ في برامج الدردشة الآلية؟ «3 من 3»
قد تخلف كل هذه الاتجاهات عواقب وخيمة على القدرة الشرائية للأمريكيين ـ محرك الاقتصاد الأمريكي. لكن كما نوضح في كتابنا المقبل، "القوة قيد التقدم، كفاحنا المستمر منذ ألف عام من أجل التكنولوجيا والازدهار"، ينبغي ألا يكون المحرك الاقتصادي المتعثر جزءا من مستقبلنا. بعد كل شيء، كانت لإدخال الآليات الجديدة والاختراقات التكنولوجية عواقب مختلفة للغاية في الماضي.
منذ أكثر من قرن من الزمان، أحدث هنري فورد ثورة في إنتاج السيارات من خلال الاستثمار بكثافة في الآلات الكهربائية الجديدة وتطوير خط إنتاج أكثر فاعلية. صحيح أن هذه التقنيات الجديدة جلبت قدرا من التشغيل الآلي بلا شك، حيث مكنت مصادر الكهرباء المركزية الآلات من أداء مزيد من المهام بكفاءة أكبر. لكن إعادة تنظيم المصنع الذي صاحب عملية الكهرباء أوجد أيضا مهام جديدة للعمال والآلاف من فرص العمل الجديدة بأجور أعلى، الأمر الذي أدى إلى تعزيز الرخاء المشترك. لقد أثبت فورد أن إنشاء تكنولوجيا تكميلية للإنسان يعد عملا جيدا.
واليوم، يوفر الذكاء الاصطناعي الفرص للقيام بخطوات مماثلة. يمكن استخدام الأدوات الرقمية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لمساعدة الممرضين والمدرسين وممثلي خدمة العملاء على فهم ما يتعاملون معه، وما الذي قد يساعد على تحسين النتائج للمرضى والطلاب والمستهلكين. يمكن تسخير القوة التنبؤية للخوارزميات لمساعدة الناس بدلا من استبدالهم. إذا تم استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات لمراعاة البشر، فسيتم الاعتراف بالقدرة على استخدام هذه التوصيات بحكمة باعتبارها مهارة بشرية قيمة. من الممكن أن تعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى على تيسير تخصيص العاملين على نحو أفضل للمهام، أو حتى إنشاء أسواق جديدة تماما "لننظر إلى تطبيقات Airbnb أو rideshare".
ومن المؤسف أنه يتم إهمال هذه الفرص، لأن معظم قادة التكنولوجيا في الولايات المتحدة يستمرون في الإنفاق بشكل كبير لتطوير البرمجيات القادرة على القيام بما يقوم به البشر بالفعل. إنهم يعلمون أنه يمكنهم جني الأموال بسهولة من خلال بيع منتجاتهم للشركات التي طورت الرؤى الضيقة. يركز الجميع على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لخفض تكاليف العمالة، مع القليل من الاهتمام، ليس فقط بتجربة العملاء المباشرة لكن أيضا بمستقبل القوة الشرائية الأمريكية.
لقد أدرك فورد أنه من غير المنطقي إنتاج سيارات بكميات كبيرة إذا لم يكن باستطاعة الأفراد تحمل شرائها. وعلى النقيض من ذلك، يستخدم عمالقة الشركات اليوم التقنيات الجديدة بطرق من شأنها تدمير مستقبلنا الجماعي.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.