مربعات جديدة ومثيرة

حمل إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إطلاق شركة تطوير المربع الجديد، بشرى جديدة للمملكة وللعاصمة الرياض، تحمل في طياتها عديدا من الرسائل للناس وللقطاع الخاص وللمستثمرين المحليين والأجانب.
هو أولا مواصلة لرفع سقف التوقعات من رؤيتنا التي ترى ثمارها النور عاما بعد عام، مشروع يتلو الآخر في كل مكان تقريبا، ومستوى تخطيط وتنفيذ عال، يؤكد النوعية التي نروم مع ولي العهد.
يمثل المشروع خطوة أخرى نحو اقتصاد المدن الكبرى الذي تتبناه المملكة، والرياض الكبرى حاليا ستصبح الكبرى جدا، وهذا يوجه رسائل أخرى بأن طبيعة ومستويات وتكلفة العيش فيها ستصبح أو ستتجاوز مثيلاتها من عواصم كبرى في العالم.
هذا يعني مستويات أجور أعلى في وظائف وقطاعات معينة ولمبدعين معينين، وهو أيضا يعني أن الطلب على كل شيء بدءا من العقار وليس انتهاء بخدمة توصيل مشتريات أو طعام سيزداد ويتضاعف، وأن الرياض ستكون دوما مزدحمة، ليس لأن لا طرق ومحاور فيها، وليس لعدم وجود نقل عام، وهو الذي سيطلق بعد أشهر، أو قطار "مترو" اقترب تدشين مرحلته الأولى، بل لأنها ستجذب سكانا أكثر، ومستثمرين كثيرين، وزوارا باحثين عن التسوق أو الترفيه أو السياحة، وزوارا باحثين عن خدمات صحية أو غيرها، ومع كل مشروع ضخم أو عملاق سيزداد كل ذلك.
مشروع المربع الجديد سيعتمد في تصاميمه على تطبيق معايير الاستدامة ورفع مستوى جودة الحياة، ومن ذلك المساحات الخضراء، وتوفير مسارات للمشي، وتعزيز المفاهيم الصحية والرياضية والأنشطة المجتمعية. لاحظنا ذلك في مدينة الخط the line في نيوم، وفي مشاريع الدرعية، وحديقة الملك سلمان، وقائمة المشاريع العملاقة التي تعرفون، أي أننا في إزاء فكر حضري وتنموي مختلف يقدم المكان للإنسان كما يجب وكما يستحق، وأحسب أننا بعد بضعة أعوام سنرى مجتمعات بعادات وسلوكيات وأسلوب معيشة وحياة يتناسب مع الاستدامة والحفاظ على البيئة، لأنها جزء أصيل من مكونات تصميم وتنفيذ وتشغيل هذه المشاريع.
إضافة إلى الاستدامة نلحظ أن المشروع الجديد سيضم متحفا مبتكرا، وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم، ومسرحا متكاملا متعدد الاستخدامات، وأكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية.، وهذا أيضا رأيناه في مشاريع نيوم والدرعية، أي أن الثقافة حاضرة بقوة، والتعليم المتخصص سيكون كما أتخيل ثوريا ومختلفا ليأتلف مع ما يحيط به.
في المملكة، لا عودة إلى المربعات الأولى، هناك مربعات جديدة ومثيرة تنتظرنا هناك في مستقبلنا الواعد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي