Author

الحشد السعودي والزلزال

|

لا تزال أحداث الزلزال الذي ضرب أجزاء من تركيا وشمال سورية تسيطر على القنوات الإخبارية وحديث الناس، ولئن كان هناك ما يفخر به الواحد منا فهو الحشد الرسمي والشعبي الذي ميز تفاعل المملكة، وتجاوز كل الخطوط التي تعوق الدخول إلى المناطق المتضررة، خصوصا في شمال سورية، باستخدام كل الوسائل الدبلوماسية المتاحة.
فتح المعابر كان واحدا من أهم إنجازات الحملة السعودية منذ البداية واستمرار التنسيق لفتح مزيد من المعابر لإغاثة المتضررين، يزيد الواحد فخرا وسعادة وأملا في الخير الباقي في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ومع هذه الإنجازات المتوالية شاهدت البارحة في تقرير لأحد المراسلين عن كميات هائلة من المواد الغذائية والإغاثية التي توجد في مناطق معينة وتفقدها مناطق أخرى، وهو ما يدفعني إلى الدعوة لمزيد من العناية في عمليات التنسيق بين الجهات الداعمة والمتعاونين والجمعيات المسؤولة عن توزيع تلك المعونات.
الكميات الكبيرة التي عرضها التقرير وجدت في مواقع محددة وهي التي تأثرت بالزلزال مباشرة، وبقيت مواقع أخرى بعيدة عن هذا الزخم، وهي التي هرب إليها المتضررون لعدم وجود أماكن للسكنى والخوف من الهزات الارتدادية التي ذكرت بعض التقارير أنها تجاوزت الألف.
هذا الحال يضع مزيدا من الضغوط على المسؤولين في الدولتين والجهات الداعمة لتكوين فرق عمل مشتركة تستطيع أن تراقب الوضع وتحافظ على مستوى معين من الدعم للجميع.
على أن التقرير أوضح مواضع النقص في كثير من الضروريات في المناطق التي يوجد فيها المتضررون من الزلازل، وهذه تتمثل في مجمعات الإيواء التي أقامتها بعض الدول، لكنها لم تكن كافية للجميع، وكميات التجهيزات مثل الدفايات والمواقد ووسائل الإضاءة وغيرها من الاحتياجات المهمة.
يمكن أن تضمن هذه الفرق سلامة التوزيع ومنع عمليات سرقة التجهيزات والأجهزة الكهربائية وغيرها من احتياجات الناس، بما يضمن عناصر الرقابة والشفافية والتعاون بين مختلف المساهمين.
لعل من نافلة القول أن هيئات الأمم المتحدة لم تكن على مستوى الحدث، فالتأخير الذي لاحظه الجميع وعدم القدرة على إقناع المسؤولين بضرورة إعطاء هذه الكارثة درجة أكبر من الاهتمام وعدم تمكنها من تكوين فرق إدارة الأزمة، أمثلة على ضرورة إعادة النظر في عمليات هذه الهيئات وتنظيم تفاعلها مع مختلف الكوارث في أنحاء العالم.

إنشرها