Author

أنت أبخص

|

استماعك للآخرين خصوصا من يمرون بفترات صعبة ويحتاجون إلى الدعم والمشورة هو بمنزلة الطبطبة على أرواحهم ومنحهم مزيدا من الأمل حتى يستمروا في مواجهة صعوبات الحياة، لكن حين يخبرك أحدهم كيف واجه الصعوبات وتمكن من ترويضها بفضل الله ثم يطلب منك نشر قصته ليمنح الإلهام للآخرين، فهذا في حد ذاته بمنزلة تشريع نوافذ الأمل وإخبار العالم كم أن الرقص على إيقاع الحياة يحتاج فقط إلى التركيز على الخطوات أثناء الرقص.

هذه الرسالة طلب مني صاحبها نشرها لعلها تمنح القابعين في دهاليز أنفسهم قبسا من نور.

يقول "تخرجت في الجامعة بامتياز مع مرتبة الشرف وكنت أعتقد أن الوظيفة ستطرق بابي منذ أول يوم بحكم تفوقي، لكن مرت الشهور وفي كل يوم كان الأمل يخبو في داخلي، مر العام الأول وأصبحت نفسيتي في الحضيض، عرض والدي علي أن أعمل معه في المزرعة براتب مغر، لكنني رفضت لأني أريد الاعتماد على نفسي، أصبحت الشهور تتوالى حتى كدت أشرف على إنهاء العام الثاني بلا عمل، وأثناء جلسة عائلية فتحت أختي باب النقاش وكأنها تفتح باب دهليز مظلم حبست نفسي فيه من عامين ليغمرني الضوء بقوة، أخبرتني بأنها لا تجد أي مبرر لانتظاري الوظيفة بينما أنا أمتلك مهارة بارعة في الطبخ خصوصا في ظل الانتشار المهول للمطاعم وإقبال الناس عليها، وقالت لا بأس أن تكون عربة الفود ترك خطوتك الأولى لقياس مدى إعجاب وإقبال الناس على أطباقك. أحيانا بعض الكلمات مثل المسحاة التي تحفر أرضا مهجورة لتخرج كنزا مدفونا منذ أمد الأعوام، صارحت عائلتي أنني أخشى سخرية الأقارب والأصدقاء حين يتساءلون باستغراب، كيف تشتغل طباخا؟!، لحظتها قال والدي كلمة عددتها من أجمل قوانين حياتي، (أنت أبخص) بقوة تحملك فإذا كنت في كل خطوة ستتوجس من كلمة يقولون فالنجاح ليس لأمثالك وإن كنت ترى نفسك (قدها) استمر، حاليا أنا أرسل لك رسالتي أستاذتي الفاضلة وأنا أستعد لافتتاح فرع مطعمي الثاني من فضل الله تعالى بعد خمسة أعوام من انطلاقي في عالم التجارة".
لا أجد أي مبرر لكثير من الشباب الذين يضيعون أعوام عمرهم في انتظار الوظيفة، بينما هم يمتلكون كنوزا من المهارات في أعماقهم لو أحسنوا استغلالها لربما أصبح مدخولهم اليومي أكثر من راتب الوظيفة.
وخزة:
"قانون "أنت أبخص" سيجعلك تدرك مدى قدرتك على الرقص على إيقاع الحياة واقتناص فرصها، أو الاكتفاء بالتفرج وقطار العمر يمضي لأنك تخاف من كلام الناس".

اخر مقالات الكاتب

إنشرها