صناعة الرياضة باحترافية استثمارية
لا توجد حدود للحراك السعودي المتواصل على صعيد استضافة الفعاليات الدولية في الميادين والمناسبات كلها، وعلى رأسها البطولات الرياضية، فقد تمكنت المملكة في وقت قصير جدا من احتلال موقع متقدم على هذه الساحة، مستندة إلى برامج ومخططات ومعايير رؤية المملكة 2030، الخطة الاستراتيجية الماضية على مسارها الصحيح والسريع لاستكمال إعادة بناء الاقتصاد السعودي، وتنويع مخرجاته الواسعة والمتعددة.
ولأن الأمر كذلك، فقد فازت السعودية باستضافة عدد كبير من الفعاليات المختلفة الكبرى بما فيها الرياضية، وهي تسير في هذا الاتجاه تكريسا لدورها كجهة تنظيمية لهذه الفعاليات على أعلى المستويات من الجودة ودقة التنظيم.
فالمسألة لا تتعلق فقط بعمليات وإجراءات تنظيم ناجحة، بل برفد الساحة المحلية بأدوات تدعم سياحة الفعاليات والمناسبات والمؤتمرات، التي باتت تشكل محورا رئيسا على صعيد زيادة أعداد زوار المملكة في كل المواسم.
ومن أهم عناصر نجاح هذه الفعاليات العالمية، أنها تلقى دعما مباشرا من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتمثل عنده محورا رئيسا من جهة انعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية والسياحية خاصة.
إنها مولد آخر لدعم حراك التنمية بصورة عامة، كما أنها تسهم في إبراز الوجه الحقيقي للسعودية في مجالات لم تكن حاضرة بقوة قبل إطلاق رؤية المملكة 2030. وتمثل استضافة السعودية للفعاليات الرياضية وغيرها، مسارا موازيا للمسارات الأخرى الهادفة إلى تحقيق كل الأهداف التي وضعتها القيادة في موعدها.
وتكفي الإشارة هنا، إلى أن البلاد تفوقت في إنجاح كل الفعاليات التي استضافتها في الأعوام القليلة الماضية، رغم حداثتها في هذا الميدان، ما يعزز الاعتقاد أن القيادة ستحقق أهدافها حتى قبل مواعيدها المقررة، وهذا ما يؤكد حقيقة جودة التنفيذ عموما.
الفعاليات الرياضية العالمية على الساحة السعودية لا تتوقف.
ففي غضون فترة قصيرة، استضافت رالي داكار، المسابقة الأضخم في عالم المحركات، وجائزة السعودية الكبرى STC للفورمولا1 لعام 2021، وسباق إكستريم أي العلا، والمنافسات الآسيوية لكرة اليد في دورتها الـ23، وكأسي السوبر الإسباني والإيطالي، وبطولة العالم لرفع الأثقال للشباب، ومباراة تجمع نجوم الهلال والنصر مع نادي باريس سان جيرمان، ومباراة كأس مارادونا، إضافة إلى عديد من الفعاليات مثل سباق الفورمولا1 للسيارات في جدة، وفورمولا إي للسيارات الكهربائية في شباط (فبراير)، والمنافسات نفسها قبل أيام في الدرعية للعام الحالي.
وهناك كثير من الفعاليات تستعد السعودية لاستضافتها في الأعوام المقبلة، بما فيها دورة الألعاب الآسيوية "أسياد 2034".
وتشارك المملكة - كما هو معروف - في صناعة قرارات تتعلق بتوجيه الفعاليات العالمية عبر عضويتها في المؤسسات المعنية ذات الصلة.
كل هذا وغيره من الحراك المتصل في هذا الميدان الحيوي، يدعم مباشرة الاستثمارات في القطاعات الواعدة، بما فيها الاستثمارات الأجنبية التي وجدت في السعودية مكانا آمنا ومسرحا يحقق لها المكاسب والنجاح في آن معا، بفعل السمعة الدولية للبلاد، وكذلك موقعها المرتفع في التصنيف العالمي، حتى عندما كان العالم يواجه أزمات اقتصادية قوية.
ومن أهم العوائد لنجاح المملكة في استضافة الفعاليات الرياضية الدولية، أنها تسهم أيضا في تنمية المواهب وتشجيعها، إضافة إلى تطوير الكوادر الوطنية، التي بدأت منذ أعوام تأخذ مكانها في الحراك العام كله، وتضع يديها ولمستها الفاعلة في تحريك دفة العمل، وتوافر الخدمات عالية الجودة التي تليق بالمملكة وسمعتها.
فضلا عن توفير الوظائف التي تعد محورا رئيسا في خطة التنمية الوطنية الشاملة.