Author

تحديث للخلف

|

إذا كان موقعك الإلكتروني أو تطبيقك على الأجهزة الذكية غرضه بيع منتج أو خدمة، فلا بد أن تستمع للزبون، المستخدم في هذه الحالة، لأنه هو الذي سيدفع، ومن الأرباح المتحققة مما دفع ستدفع أنت إلى المشغل أو المطور لموقعك.
يحدث أحيانا أن تقوم بعض الجهات أو الشركات بتحديثات أو تطويرات على مواقعها أو تطبيقاتها، لكنها لا تنجح في تسهيل الأمر على عملائها، وتنسى أن التحديث لمجرد التحديث يفقدها مستخدمين، وبالتالي تخسر مشترين أو متعاملين محتملين.
الموقع أو التطبيقات لها سمات أساسية معروفة لجميع العاملين في الاتصال أو التسويق، أن تكون سهلة الاستخدام، وأن يكون الوصول إلى المنتج أو الخدمة واضحا وسهلا، وأن يكون التصميم جميلا وبسيطا.
إذا جاءك المستشارون بغير ذلك فلا تستمع لهم، وإذا اتصل عليك المسوقون يقولون إن موقعك أو تطبيقك يحتاج إلى تحديث، فأشرك عملاءك قبل موظفيك في استفتاء صغير عما يريدون تطويره أو تحسينه.
إذا كنت صاحب عمل أو مسؤولا عن شركة أو جهة وجيء بالتحديثات إليك، وتريد أن تقارن، فانظر أولا إلى الصفحات والروابط والأيقونات، إذا رأيتها تشعبت وزادت فيجب عليك الحذر، والخطوة الأهم هي النظر إلى خدمتك الرئيسة أو منتجك الأكثر مبيعا، إذا كان الوصول إليه في الموقع أو التطبيق السابق يتم بعدد خطوات أو نقرات أقل، فالذي بين يديك ليس تطويرا، إنه تعقيد سيمل منه عملاؤك.
التطوير أو التحديث مهم في كل شيء، لكن الأهم أن يكون للأمام والأفضل، وليس للخلف أو الأعقد، وإذا لم تستطع أن تجعل تجربة العميل أكثر راحة وسهولة، فأنت في الحقيقة لم تطور سوى الشكل، وتطوير الشكل يهم من يتعامل معك، لكن الأهم لديه أن يظل الوصول يسيرا.
البعض يعتقد أن المستخدمين يحتجون على أي تغيير لأنهم اعتادوا الوضع السابق، هذا قد يكون صحيحا أحيانا، لكن إذا رأيت معظم الناس تشتكي من أن تطويرك مزعج أو غير مريح للعميل، فلا بد أن تنظر إلى الأمر بجدية.
الشركات التي لها بدائل ومنافسون سيكون لدى المستخدم خيار الانتقال أو التغيير، لكن المشكلة في الجهات أو الشركات التي لا يوجد لها بديل أو منافس وتصر على تحديثات غير موفقة، وبعضها يصر على عدم التراجع عنها، فلا يستطيع المستخدم سوى الامتعاض أو الشكوى.
أخيرا، لاحظت أن من يستعين بالسعوديين والسعوديات في تحديثاته كان أكثر نجاحا ممن استعان بشركات أو أفراد أجانب، ربما لأننا مجتمع تشرب الرقمية أسرع من غيره.

إنشرها