قيادة الإنجازات وصناعة المستقبل

سيكتب التاريخ بمداد من ذهب، الاهتمام البالغ الذي وجده المواطن السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان. فما من مناسبة إلا ويكون الشباب في مطلع اهتماماته، ومحل توجيهاته.

ونشير هنا إلى خطاباته في مجلس الشورى، التي يؤكد فيها دوما أن المواطن السعودي هو المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفاعلة، وشباب وشابات هذه البلاد هم عماد الإنجاز وأمل المستقبل، والمرأة السعودية شريك ذو حقوق كاملة وفق شريعتنا السمحة.

وفي لقاءات قمة العشرين التي ترأستها المملكة 2020 جاء في خطابه خلال عدة مناسبات عالمية مختلفة، أن الشباب عصب المجتمع النابض بالحياة، والمستقبل الواعد، وهم الثروة الحقيقية في كل أمة، فهم الطاقة الناشطة المتجددة دوما، التي تمثل عصب التنمية وذخيرتها.

هذا هو الدور الأساسي للشباب في رؤية خادم الحرمين الشريفين، التي عبر عنها بكل وضوح الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة في كلمته خلال حديثه في مؤتمر التعدين الدولي النسخة الثانية، الذي استضافته الرياض الأسبوع الماضي تحت شعار "نحو إنشاء سلاسل توريد معدنية موثوقة ومرنة في إفريقيا وغرب ووسط آسيا"، حيث قال "إننا محظوظون بقيادة الملك سلمان"، في معرض حديثه عن شباب وشابات هذا الوطن، ويؤكد ما رسمه الملك سلمان من دور واضح لهم، فهم طاقة المستقبل، وهم الثروة الحقيقية.

لكن توجيهاته بهذا الشأن لم تكن مجرد خطب وكلمات، بل عمل حقيقي وتحول جبار يجري وينفذ في عهد الإرادة السعودية والمنجزات الوطنية، فشهدت سوق العمل نقلة نوعية كبيرة لم تكن لتحدث لولا دعم وإصرار خادم الحرمين الشريفين على أن يكون للشباب دور واضح وجلي في صنع هذا الواقع، وأكد وزير الطاقة أن ما تشهده المملكة من تقدم قد أتى نتيجة خبرات رجالات الوطن وجهود شباب وشابات، بما يملكونه من معرفة واطلاع يظهران في قدراتهم وتحدثهم بلغات مختلفة، ولا يفرقون في أداء عملهم بين أيام الأسبوع سواء أوله أو نهايته. إنهم طاقة المستقبل السعودي ووقودها، وهذا يعود إلى حبهم وولائهم لقيادتهم ووطنهم، ولهذا ظهرت الإنجازات السعودية جلية في استضافة مؤتمرات في غاية الأهمية والتقدم التكنولوجي.
ومن الجدير بالذكر هنا نجاح المملكة العربية السعودية في استضافة كل اجتماعات دول مجموعة العشرين من خلال تقنيات الاتصال عن بعد، وحماية تلك الاتصالات والمؤتمرات من عبث العابثين. كل ذلك جاء بجهود وأيد سعودية، تمكنت من توفير تقنيات مذهلة في وقت وجيز، ومكنت قيادات العالم من عقد قمة طارئة لدول العشرين، تم من خلالها دعم جميع جهود البحث العلمي للتوصل إلى اللقاحات ودعم الدول الأقل دخلا، وقرارات أخرى كان لها أثر واضح في تجاوز تلك الأزمة العالمية. فلا شك أن شباب وشابات المملكة كان لهم أثر واضح في إنجاز تلك اللقاءات والاجتماعات والقمم، من خلال ما تمتعوا به من قدرات ولغات متعددة.
هذه الروح الشابة المتدفقة في عروق الاقتصاد السعودي، كانت بحاجة إلى قدوة شابة مثلها، تعمل لتحقيق الأهداف والطموحات التي رسمتها رؤية المملكة 2030، هذه القدوة تمثلت في الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي يعد الداعم الأول للشباب، ففي عدد من اللقاءات والمؤتمرات الصحافية أكد أن الشباب هم الطاقة الحقيقية وهي أهم ميزة، والشباب السعودي لديه طموح عال وقوي ومبدع ولديه قيم عالية.

وبهذا التصور تم بناء رؤية 2030 ليقودها ويحققها شباب سعوديون، متحمسون، وجدوا في الأمير محمد بن سلمان قدوتهم. ومهما أجهدنا أنفسنا في سبيل تحقيق الأهداف فإننا سنجده أكثر جهدا وحرصا على تحقيقها، وإن أفضل ما نقوم به هو أن نتخذه قدوة لنا، ونكون عند حسن ظنه.
من اللافت للنظر أن وصف الشباب السعودي بالطاقة الحقيقية قد ورد في توجيهات وخطابات الملك سلمان في أكثر من مناسبة، وكذلك في حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وليست المرة الأولى التي يتحدث فيها وزير الطاقة السعودي عن الشباب بأنه مصدر الطاقة، فخلال أعمال مؤتمر "صنع في السعودية"، قال "ببساطة لا أجد في مخيلتي منتجا أهم، ولا أعز، ولا أغلى، ولا أجدر بأن نهتم به، من شبابنا وشاباتنا في هذا الجيل والأجيال القادمة، وإن لهذا الجيل الشاب شابا ملهما قائدا فاعلا هو صاحب الرؤية، الذي يراهن على أن الاعتماد على شباب اليوم والمستقبل هو ما سيحقق هذه الرؤية، فهم الأقدر والأكثر حيوية على تنفيذها على أرض الواقع"، وبهذا يتضح أن النظرة إلى الشباب السعودي كمرتكز حقيقي لتحقيق الأهداف والعامل الأبرز في تحقيق رؤية 2030، تأتي في صميم رؤية القيادة السعودية ومحل اهتمامها البالغ.

ولهذا فإن ما يحدث على الأرض السعودية من تحول واضح وجلي بشأن تمكين الشباب من مفاصل الأعمال والقرار واضح بشكل أكده وزير الطاقة، بطلبه من جموع الحاضرين في مؤتمر التعدين الدولي أخذ جولة على مناطق العمل بأشكالها كافة، ليروا بأنفسهم شباب السعودية وهو يحقق أهداف الرؤية ويصنع المستقبل باقتدار، وسيكون هذا الشباب وقيادته فخورين به. هذه الدعوة تأتي من باب التأكيد على الشركات العالمية أنها ستجد في شباب الوطن خير شريك وموظف ومهني ليقوم بإنجاز الأعمال المنوطة به، مهما كانت لغة العمل وتعقيداته.
وأخيرا، فإن حركة الشارع السعودي تعكس ما تحقق من إنجازات كان وراءها قيادة حكيمة، وشعب عكس ولاءه في كثير من المواقف، في حبه لقيادته ووطنه، من خلال المشاريع الاقتصادية التي تقف شامخة، عزا وفخرا لهذا الوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي