البحث والابتكار .. مفتاح المستقبل

كان الاهتمام والتركيز على البحث والابتكار خلال أعوام مضت دون المستوى المطلوب من أغلبية أطرافه، وكانت الجهود القليلة دون أثر يذكر، حتى جاء إعلان رؤية المملكة 2030 التي نظمت الأولويات والجهود، وأعادت ضبط البوصلة لتكون في اتجاه واحد نحو تنسيق الجهود، وزيادة التعاون بين الجهات ذات العلاقة. ونال البحث والابتكار اهتماما خاصا من عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان، الذي أدرك أن البحث والابتكار هما مفتاح المستقبل، ولذا وجه بتمكين وتشجيع الشباب والشابات على الدخول إلى هذا المجال الحيوي المهم، ولم يعد بند الصرف على هذا الشأن المهم يتعرض للنقل ـ كما كان في السابق ـ إلى نشاط آخر لا يقارن بأهميته. وأصبح البحث والابتكار من أهم الأولويات ضمن برامج الرؤية. ومن حسن الحظ أن لدينا بيئة حاضنة لذلك، وهي الجامعات البالغ عددها الآن 29 جامعة حكومية، و38 جامعة وكلية أهلية، وأكثر من 290 مركزا وكرسيا بحثيا متخصصا، وسبعة أودية تقنية، وأكثر من 40 ألف باحث نشط، كما قال وزير التعليم يوسف البنيان في افتتاح مؤتمر الشراكات المستدامة، بعنوان "البحث والابتكار نحو اقتصاد مزدهر" الذي نظمته الوزارة خلال الأسبوع الماضي في مدينة الرياض، بمشاركة الوزارات والجامعات السعودية والشركات الصناعية المحلية والعالمية. وأشار وزير التعليم إلى التقدم الكبير في مجال تسجيل براءات الاختراع، حيث دخلت أربع جامعات سعودية ضمن قائمة أفضل 100 جامعة تسجيلا لبراءات الاختراع عالميا، مشيرا إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها الوزارة في تحويل المخرجات البحثية والابتكارية إلى نماذج صناعية ومنتجات ذات قيمة اقتصادية. وأكد أن حل هذه الإشكالية لا يأتي دون مشاركة فاعلة مع جهات وقطاعات مختلفة، وتكوين شراكات مستدامة تتكامل فيها الجهود. وجاء التجاوب من وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، الذي أكد أن الوزارة تعمل على ربط القطاع الصناعي بالاحتياجات الأولية التي تعتمد على تطوير منتجات موجودة سابقا أو منتجات جديدة تعتمد على البحث والاختراع وذلك للإسهام في حل التحديات وتعزيز فرص التطور. وأكد الخريف أن التقنية لا تنافس اليد العاملة السعودية، بل على العكس، فهي تسهم في تعزيز قدرات اليد العاملة، ما يساعد على بناء قطاع صناعي قائم على التقنية والابتكار. أما المهندس منصور المشيطي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة، فقد أكد في كلمته أهمية الابتكار والبحث العلمي وريادة الأعمال في نمو الاقتصاد الوطني وازدهاره، مشيرا إلى أن الوزارة اتخذت خطوات لدعم وتمكين الابتكار والبحث العلمي بهدف دعم وتمكين رواد الأعمال والمبتكرين المبدعين وتطوير أفكارهم وإبراز قدراتهم ومهاراتهم للمساهمة في وضع حلول إبداعية للقضايا المتعلقة باستدامة الموارد الطبيعية والمحافظة على البيئة وتوفير الاحتياجات الأساسية من ماء وغذاء.
وأخيرا: من الملاحظ أن المتحدثين الثلاثة وغيرهم ركزوا على الاهتمام بالبحث والابتكار، ما يبشر بمستقبل أفضل للاستفادة من عقول أبنائنا وبناتنا الذين تأكد لنا خلال الأعوام القليلة الماضية قدرتهم على البحث والابتكار والمنافسة في المحافل الدولية.
كما أن دخول القطاع الخاص في تمويل وتنفيذ الاختراعات السعودية الذي ظهر عبر توقيع عديد من الاتفاقيات في نهاية المؤتمر يعد نجاحا للتعاون الملاحظ بين القطاعين العام والخاص لمصلحة الوطن، ولعل هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار التي تم تأسيسها أخيرا تقوم بدور فعال في تشجيع الباحثين والمخترعين بمختلف الوسائل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي