محللون: السلطات الإيرانية حريصة للغاية على سحق الاحتجاجات المناهضة للحكومة

محللون: السلطات الإيرانية حريصة للغاية على سحق الاحتجاجات المناهضة للحكومة

محللون: السلطات الإيرانية حريصة للغاية على سحق الاحتجاجات المناهضة للحكومة

قال ثلاثة محللين ومسؤول إن السلطات الإيرانية حريصة للغاية على سحق احتجاجات مناهضة للحكومة، لكن المناورات حول خلافة الزعيم الإيراني الأعلى والانقسامات بشأن الأساليب والخطط الأمنية تعقد جهود احتواء الاضطرابات.
وأشار المحللون والمسؤول إلى أن الاحتجاجات الجريئة، التي أطلقت وفاة شابة في حجز الشرطة شرارتها، وضعت الزعماء الإيرانيين في موقف دفاعي، وبدا أن المسؤولين غير قادرين على توحيد مواقفهم فيما يتعلق بكيفية الرد على الاضطرابات.
وأحرق محتجون هذا الشهر صورا لآية الله علي خامنئي، في تحد لمشروعية أعلى سلطة في إيران، وهتفوا بشعارات تطالب بسقوط النظام في إيران، وبشعارات "الموت للديكتاتور" ولم يثنهم استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والهراوات وحتى الأعيرة النارية الحية في بعض الأحيان.
وتشكل الاضطرابات تهديدا بالغا وخطرا للأولوية التي حددت ملامح حكم خامنئي، وهي استمرار النظام القائم منذ أربعة عقود بأي ثمن.
لكن حقيقة أن الاضطرابات تزامنت مع شائعات عن تدهور صحته، زادت من سوء الموقف، إذ يرى المحللون والمسؤول أن النخبة الحاكمة المنقسمة منشغلة بالفعل بمسألة من قد يخلفه.
وعلى الرغم من أن الاختيار يقع نظريا على عاتق مجلس الخبراء المؤلف من 86 عضوا، إلا أن مفاوضات على مستوى رفيع وتحركات لبسط النفوذ بدأت بالفعل ما جعل من الأصعب على المؤسسة الحاكمة توحيد موقفها فيما يتعلق بمجموعة من التكتيكات الأمنية.
وقال مسؤول من المحافظين "هذا التسابق أدى لتخبط في أوساط القيادة. الانقسام العميق هو آخر ما نحتاجه الآن في وقت تشهد فيه البلاد اضطرابات. المسألة الأساسية الآن هي بقاء النظام".
والتزم خامنئي نفسه الصمت بشأن الاحتجاجات، التي تنامت سريعا لتمرد على ما يصفه المحتجون بأنه ديكتاتورية متزايدة من السلطات.
وقال كريم سجادبور وهو زميل بارز بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إن الاسمين اللذين يطرحان عادة في التكهنات بشأن من سيخلف الزعيم الأعلى هما إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني ومجتبى الابن الثاني لخامنئي.
وتابع قائلا "لا يملك أي منهما تأييدا شعبيا، لكن ما يبقي على السلطة ليس التأييد الشعبي بل القمع، والرجلان متمرسان جدا في القمع". وانتشرت المظاهرات من مدينة سقز الكردية التي تنحدر منها أميني إلى كل أقاليم إيران البالغ عددها 31 إقليما وشاركت فيها كل فئات المجتمع بما يشكل أقليات دينية وعرقية.
ويقول سعيد جولكار الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة تينيسي إن "تراجع الشرعية التي يتمتع بها النظام" يمكن أن تكون السبب وراء قرار المؤسسة الحاكمة في إيران اختيار "القمع بطريقة الاستنزاف بدلا من استراتيجية القبضة الحديدية التي لجأت إليها في 2019".
وشكلت الاحتجاجات في 2019 على ارتفاع أسعار الوقود، التي قالت "رويترز" إنها شهدت مقتل 1500، أكثر مواجهة دموية في تاريخ إيران.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أن 41، من بينهم أفراد في قوات الأمن، قتلوا خلال الاضطرابات. وقالت منظمة العفو الدولية، أمس، "حملة قمع الاحتجاجات خلفت على الأقل 52 قتيلا، مؤكدا ومئات المصابين حتى الآن". وذكرت جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أن الآلاف اعتقلوا.
وجعل الدعم الدولي للاحتجاجات مسألة قمعها أمرا أكثر صعوبة بالنسبة للسلطات، خاصة مــع عــدم وجــود قيـادات واضحة للاحتجاجات يمكن تحديدهم واعتقالهم.
وقال المحلل هنري روم من مجموعة يوراسيا "على الأرجح ينتظر حكام إيران معرفة ما إذا كان مزيج من حجب الإنترنت واعتقالات بالجملة وبعض العنف مع المحتجين سيبطئ من زخم الاحتجاجات".

الأكثر قراءة