Author

التداخلات بين الغذاء والدواء

|

شيئان مهمان يحتاج إليهما الإنسان طوال حياته، أحدهما باستمرار وهو الغذاء والآخر عند الحاجة وهو الدواء، لذا فإنه من المهم أن يعلم أنه قد يكون هناك تداخل بينهما يقود إلى إفساد عمل أحدهما أو كلاهما.
ومن هنا يلزم قبل أخذ الدواء معرفة ما إذا كان يلزم أن يكون ذلك على معدة فارغة أم لا، كما يلزم العلم بنوعية الغذاء الذي يتناوله الإنسان حتى لا يفسد عمل الدواء، ويشمل ذلك الأدوية الوصفية، أي التي تؤخذ عن طريق وصفة طبية، وتلك التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، كالمكملات الغذائية والفيتامينات ونحوها. تشير الدراسات العلمية إلى أن التأثيرات المحتملة قد تكون في إبطال مفعول الدواء أو تقليل تأثيره، فلا يعطي النتيجة المرجوة، أو بالعكس يكون التأثير بالزيادة فتحدث سمية ومضاعفات قد تكون خطيرة.
والدواء الذي نشير إليه هو ما يؤخذ عن طريق الفم، لأن امتصاصه يكون عبر جدار المعدة أو الأمعاء الدقيقة، وبالتالي فإن وجود الطعام في الجهاز الهضمي سيؤثر في عملية امتصاص الدواء، ولذا فإن بعض نشرات الأدوية يشار فيها إلى أنه ينبغي تناوله قبل الطعام بساعة أو ساعتين. ومن أوضح أمثلة تأثير الأغذية في الأدوية، هو ما يحدث لبعض الأدوية إذا ما تم معها تناول القهوة أو الشاي، حيث تؤدي إلى تقليل فاعلية بعض الأدوية المهدئة. كما أن تناول الشاي مع دواء يحتوي على الحديد مثل أدوية علاج فقر الدم، سيؤدي إلى تقليل امتصاص عنصر الحديد من الجهاز الهضمي إلى الدم، وبذلك يقل تأثير الدواء. كذلك شراب العرقسوس أو الحلويات المحتوية على نسبة عالية منه لا يستخدم مع أدوية ارتفاع ضغط الدم ولا مع الأدوية المدرة للبول، ولا مع أدوية الكورتيزون أو مع بعض أدوية القلب كدواء الديجوكسين مثلا. الثوم هو الآخر ينبغي ألا يتم يتناوله حين استخدام الأسبرين. والفاكهة الحمضية المسماة جريب فروت تتعارض بشكل واضح مع كثير من الأدوية. وعلى النقيض نجد أن تناول عصير البرتقال سيزيد من امتصاص الدواء المحتوي على حديد بسبب محتواه من فيتامين ج.
خلاصة القول، إنه يلزم قبل تناول أي دواء كان استشارة المختصين ليطمئن الشخص أن ذلك الدواء سيعطي التأثير المطلوب دون زيادة أو نقصان.

إنشرها