Author

تعود الذكرى .. فنبتهج بالإنجازات

|

عام يذهب وآخر يأتي، والحياة في هذا الوطن تزداد إشراقا وسعادة. لا يعرف قيمة الوطن إلا من يعيش دون وطن، فالوطن لدى غازي القصيبي هو "رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة". وعليه يرى فولتير، أن "خبز وطنك أفضل من بسكويت أجنبي"، ويقال ـ أيضا ـ ليس هناك أعذب من أرض الوطن، خاصة عندما تعيش في وطن طموح يتجدد بعطائه وإنجازاته كل عام. هذا يجعلنا نستذكر أمرا ملكيا يعد من أهم الأوامر الملكية في تاريخ الوطن، هو أمر المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - باعتماد اسم "المملكة العربية السعودية" في 23 أيلول (سبتمبر) 1932.
في هذا الوطن المعطاء، عندما نحتفل باليوم الوطني نتذكر التضحيات التي قدمها المؤسس مع أبناء هذا الوطن لتوحيد وطن مترامي الأطراف، ليس ذلك فقط، بل السعي إلى تأسيس كيان متماسك ومترابط يسوده العدل والمساواة بين أبنائه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. يشير النظام الأساسي للحكم في مادته الثامنة إلى أن الحكم في المملكة يقوم على أساس العدل والشورى والمساواة، وفق الشريعة الإسلامية، ويؤكد النظام في المادة الـ12، أن "تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام". وتهدف الدولة، كما ورد في المادة الـ22، إلى "تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفق خطة علمية عادلة"، مع التأكيد في المادة الـ26 على أن الدولة "تحمي حقوق الإنسان، وفق الشريعة الإسلامية". وتكفل الدولة ـ كما ورد في المادة الـ27 - حق المواطن وأسرته، في حالة الطوارئ، والمرض، والعجز، والشيخوخة، وتدعم نظام الضمان الاجتماعي، وتشجع المؤسسات والأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية.
وفي إطار من العدل والمساواة بين المواطنين، تتحقق إنجازات تنموية ـ لا حصر لها ـ خلال العام الحالي والأعوام السابقة، ومن أبرزها تقليل الاعتماد على النفط وتوسيع مصادر الدخل للدولة، إضافة إلى تنمية البنية التحتية للسياحة وإنشاء المشاريع السياحية الكبرى، مثل: القدية، إضافة إلى تطوير وتنمية المواقع السياحية والأثرية، والعمل على تسجيلها في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. ولا تقل عن ذلك أهمية زيادة القدرة الاستيعابية للحرمين الشريفين لأداء الحج والعمرة وتسهيل إجراءات الوصول. وحققت برامج الرؤية نجاحا ملحوظا في مجال تمكين المرأة من العمل وتولي المناصب العليا في الدولة، ما يعزز مشاركتها في تنمية بلادها. ومن إنجازات الرؤية البارزة، الاهتمام بالثقافة وتنميتها من خلال إنشاء الهيئات المختصة في الثقافة والترجمة والمسرح، إلى جانب الأنشطة والفعاليات ونحوها.
كما حظيت البيئة بإنجازات رائعة تذكر فتشكر، ومنها برنامج "السعودية الخضراء"، الذي أسهم في غرس ملايين الأشجار في مختلف مناطق المملكة، ووضع الأنظمة والاستراتيجيات اللازمة للحد من التصحر، وإنشاء الشرطة البيئية، ووضع ضوابط صارمة للقنص واستخدام البيئة الصحراوية، وكذلك تنمية الموارد المائية والحفاظ عليها.
وكذلك يبرز التطور التقني المبهر الذي جعل المملكة في مقدمة دول العالم في كثير من المجالات والخدمات التي تقدمها أجهزة الدولة، ويأتي المجال العدلي في المقدمة من حيث زيادة فاعلية المحاكم، وسرعة تنفيذ الخدمات، وإصدار الصكوك وضبطها بدقة كبيرة. وفي مجال البحث العلمي وبراءات الاختراع، جاءت المملكة في مقدمة الدول العربية، وذلك بفضل الدعم السخي الذي تقدمه الدولة للجامعات المنتشرة في مختلف مناطق المملكة الإدارية.
هذا غيض من فيض، والإنجازات في هذا الوطن تتحدث قبل الكلمات، في ضوء رؤية مستقبلية واضحة، وأهداف محددة، ما يضيء الطريق المشرق لبلادنا الطموحة، وكل عام وأنتم والوطن بخير وعزة وازدهار.

إنشرها