Author

استراتيجية الأسهم .. مستثمر أم مضارب؟

|
تعد أسواق الأسهم أشهر وأبرز القنوات الاستثمارية التي تضخ فيها شرائح متنوعة من الناس أموالهم بل مدخراتهم على اختلاف ثقافاتهم وأهدافهم الاستثمارية، كما تعد أسواق الأسهم المجتمع الأكثر عددا وتنوعا وتجمعا للأفراد حتى الصناديق مقارنة ببقية الأسواق الأخرى، لذلك لا تكاد تخلو كثير من اجتماعات الناس ومجالسهم من الحديث عن الأسهم وما تمر به من ارتفاعات وانخفاضات على حد سواء، وهذا الحديث موجود لدى جميع المجتمعات وربما يعود السبب في ذلك إلى دخول عديد من الأفراد هذه السوق سواء عبر الاكتتابات أو المضاربة أو الاستثمار، ومن الطبيعي أن نجد بين أحاديثهم قصصا من النجاح للبعض وربما الإفلاس لآخرين وهذه الأحاديث تروى وتتناقل بين جيل وآخر، وهي قصص ليست من واقع الخيال بل تحمل كثيرا من الوقائع، حيث تحتفظ أسواق الأسهم بين طيات صفحاتها كثيرا منها سابقا وكثيرا منها مستقبلا، وهي طبيعة أسواق الأسهم التي تصنف مرتاديها بين رابح أو خاسر، وهذه القصص لن تنتهي عند حد معين طالما بقيت هذه الأسواق التي صنعت ثروات للبعض بينما ألحقت الإفلاس بآخرين.
وأسواق الأسهم من أشرس الأسواق التي عرفها التاريخ المعاصر، حيث إن ربح البعض سيكون على حساب خسارة آخرين، ولا غرابة في ذلك، فالمال كما يقال عديل الروح حيث الجميع في هذه السوق يرغب ويكافح ليكون الطرف الرابح فيها، لذلك من المهم أن يتسلح المتداول في كل سوق منها بما يلزمه من أدوات للمحافظة على رأس المال أولا ثم تحقيق الربح ثانيا، وهنا سنتطرق إلى أبرز ما يهم المتداول في عموم الأسواق سواء كان مستثمرا أم مضاربا.
بداية لا بد من التعرف على السوق وحجمها وقطاعاتها الموجودة وأبرز الأسهم القيادية لكل قطاع وتحديد الأسهم الرابحة ومعرفة معدلات سيولتها اليومية والابتعاد عن الأسهم الخاسرة أو التي سيولتها ضعيفة، لأن الخروج منها سيشكل صعوبة في وقت ما.
ثانيا الاهتمام بالقوائم المالية قبل الدخول في أي سهم على الأقل في متابعة إعلانات الأرباح ومكرراته الربحية والقيمة الدفترية والقيمة السوقية وعدد الأسهم الحرة.
ثالثا الاهتمام بالتحليل الفني الذي يهتم بدراسة الرسوم البيانية وبالتالي يساعد المتداول على اختيار مناطق الدخول والخروج المناسبة لكل سهم مهما كانت المغريات في السهم جيدة وقوية.
رابعا الاهتمام بتوزيع المحفظة والحرص على تنوعها بين عدة قطاعات وألا تكون في قطاع واحد مع إبقاء جزء من السيولة للحالات الطارئة لتكون سيولة احتياطية عند الحاجة.
ومن المهم جدا أن يحدد المتداول هدفه قبل كل شيء هل هو مستثمر أم مضارب وما المعايير التي سيعتمد عليها عند اتخاذ قرار الشراء والبيع وهي ما تسمى "بالاستراتيجية"، وقبل اعتماده عليها لا بد من أن يخضعها لعدة اختبارات حتى يتأكد من جودتها على الورق قبل أن يطبقها على المحفظة ويلتزم بها مهما عصفت به السوق، وأخيرا فهناك صفقات خاسرة لا مفر منها مهما كثرة الأدوات وزاد الحرص لكن المهم أن تكون الرابحة منها أكثر من الخاسرة بحيث تكون المحفظة في نهاية المطاف متوشحه باللون الأخضر عند التقييم السنوي.
ختاما، يبقى التسلح بالعلم والمعرفة في غاية الأهمية قبل خوض غمار السوق، حيث إنها ليست جدارا قصيرا يمكن للجميع أن يعتليه.
إنشرها