Author

مستقبل شرايين الطاقة السعودية «2»

|
عودا على بدء، ذكرت في المقال السابق أن المملكة تخطو خطوات متسارعة وفاعلة نحو تنويع مصادر الطاقة، ورفع كفاءة إنتاج واستهلاك جميع المصادر المتاحة لتعزيز موقع السعودية العالمي كقائد موثوق في قطاع الطاقة العالمية، وأنها ماضية بكل قوة وبتسخير جميع مواردها لزيادة مساهمة الطاقة النووية والمتجددة في مزيج الطاقة لأهداف كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر، تنويع الاقتصاد، والمحافظة على الثروات الناضبة ورفع كفاءة استخراجها واستخدامها، وعلى رأسها النفط. تطرقت إلى بعض أهداف السعودية فيما يخص قطاع الطاقة، وعلى رأسها خفض الانبعاثات، حيث أعلنت خططا طموحة قصيرة وطويلة المدى، تراعي البيئة وتتسق وتتكامل مع أحد برامجها نحو سعودية خضراء. نقل التقنيات وتوطينها وتعزيز المحتوى المحلي على جميع الأصعدة ومنها بلا شك التقنيات المتعلقة بقطاع الطاقة سواء الطاقة الأحفورية أو المتجددة أو النووية وغيرها، من الأهداف الرئيسة التي قطعنا فيها شوطا كبيرا وتحولا ملموسا.
الطاقة الشمسية أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة التي تشهد حراكا لافتا ومتسارعا في العالم عموما، وفي السعودية خصوصا، ووضحت دورها المحوري كرافد جديد من روافد الطاقة، تنظر إليه السعودية بحكمة وتوازن كطاقة مكملة - في رأيي - وليست طاقة بديلة ولن تكون كذلك، حيث إن العلاقة بين مصادر الطاقة يجب أن ينظر إليها العالم ويتعامل معها كونها علاقة تكاملية لا علاقة تفاضلية، والأخطر هنا أن تحاول بعض الجهات وتعمل جاهدة على تهميش بعض مصادر الطاقة ومحاربة بعضها، وتقويض بعض آخر منها. العالم مهدد بشح في الطاقة لا تحمد عقباه إن لم يتكاتف الجميع لرفع كفاءة استخراج واستخدام هذه المصادر، ما يعني الاستثمار فيها، الذي يشمل صناعة المنبع، والصناعة الوسيطة، بل الاستثمار في الأبحاث والتطوير، لتطوير التقنيات والإجراءات التي تصب في مصلحة العالم وأمنه الطاقي واستقراره وتنميته، فالعالم يجب أن يعي يقينا أن الشعارات الرنانة الخضراء رغم جمالها ونبل أهدافها إن أحسنا الظن، إلا أنها لن تمد العالم بالطاقة في حال حدوث شح حقيقي للطاقة سيتضرر منه الجميع، وإن كان الضرر بنسب متفاوتة.
تهدف السعودية وفق "رؤية السعودية" إلى إحلال الطاقة المتجددة لتشكل 50 في المائة من مزيج الطاقة بحلول 2030، وهذا المشروع المميز ضمن جهود وزارة الطاقة لتوفير التشريعات اللازمة لتحقيق جميع الخيارات للحصول على الطاقة المتجددة، وتعزيز المحتوى المحلي للمكونات اللازمة لإنتاج الطاقة الشمسية محليا، كذلك دعم وتشجيع التوطين في جميع مجالات وتخصصات الطاقة المتجددة.
قطاع الطاقة الشمسية قطاع واعد في اعتقادي، وكونه قطاعا جديدا فمن الطبيعي أن يواجهه بعض العقبات والتحديات التي أعتقد أنها ليست مسؤولية وزارة الطاقة التي تعمل بكل فاعلية ومسؤولية وحسب، بل مسؤولية جميع الجهات والقطاعات ذات العلاقة.
في اعتقادي أن دور الشركات الوطنية مهم جدا لتطوير هذا القطاع، فهي التي تمارس هذا النشاط على أرض الميدان، وترصد العقبات والتحديات من سلال الإمداد والتوريد أو التصنيع مرورا بالمواصفات والمقاييس، وحاجة السوق وتقييمها، والتنفيذ وما يواجهه من عقبات، وانتهاء بخدمات ما بعد البيع. إضافة إلى أهمية توعية المجتمع بأهداف ومزايا الطاقة الشمسية والعائد الاقتصادي منها على الأفراد وعلى الاقتصاد الوطني عموما... يتبع.
إنشرها