اضطرابات قطاع الطيران الأوروبي تتواصل .. «لوفتهانزا» تلغي 1000 رحلة في ألمانيا

اضطرابات قطاع الطيران الأوروبي تتواصل .. «لوفتهانزا» تلغي 1000 رحلة في ألمانيا

اضطرابات قطاع الطيران الأوروبي تتواصل .. «لوفتهانزا» تلغي 1000 رحلة في ألمانيا
ازدحام الركاب في مطار فرانكفورت وسط إلغاء "لوفتهانزا" 678 رحلة في المطار. "أ. ب"

تعتزم شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران، اليوم، إلغاء جميع رحلاتها الجوية تقريبا في ألمانيا بسبب إضراب موظفيها العاملين على الأرض، حسبما أعلنت الشركة في بيان، في فترة اضطرابات في قطاع الطيران الأوروبي.
وبحسب "الفرنسية"، يطول هذا الإلغاء أكثر من 130 ألف راكب ونحو ألف رحلة ذهابا وإيابا إلى مطاري فرانكفورت وميونخ الرئيسين، حسبما قالت الشركة غداة توجيه نقابة "فيردي" دعوة إلى الإضراب في إطار المطالبة برفع الأجور.
ووجهت نقابة "فيردي" دعوة إلى الإضراب من الأربعاء حتى الخميس "لزيادة الضغوط" على الإدارة في إطار المطالبة برفع الأجور 9.5 في المائة.
ويشمل إضراب الأربعاء العاملين على الأرض، ولا سيما عمال الصيانة، فضلا عن سائقي آليات قطر الطائرات، وهم أساسيون في تشغيل المطار، ما سيكون له "تأثير هائل"، بحسب الشركة.
وستضطر "لوفتهانزا" إلى إلغاء 678 رحلة إلى فرانكفورت، و345 رحلة إلى ميونخ، 47 رحلة منها ملغاة منذ الثلاثاء.
وأشارت "لوفتهانزا" إلى أن "تأثير الإضراب قد يؤدي إلى إلغاء رحلات أو تأخير في مواعيد رحلات الخميس والجمعة".
ومنذ رفع القيود الصحية مطلع العام، تعاني شركات الطيران والمطارات تلبية الطلب الذي يشهد ارتفاعا كبيرا بعد بطء في الحركة استمر عامين خسر خلالهما هذا القطاع كثيرا من موظفيه.
ويعاني قطاع الطيران الألماني راهنا نقصا في الموظفين يبلغ سبعة آلاف شخص على ما أظهرت دراسة للمعهد الاقتصادي IW صدرت في نهاية حزيران (يونيو).
وقد ألغت "لوفتهانزا" حتى الآن نحو ستة آلاف رحلة هذا الصيف، في حين ينوي مطار فرانكفورت أكبر المطارات الألمانية، تخفيف جدول الرحلات "من أجل تحسين استقرار العمليات الجوية" التي تتعرض لضغوط كبيرة بسبب العطل الصيفية.
وبحسب "رويترز"، قالت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا"، وهي شركة الطيران الألمانية الرسمية، إنها ستلغي ما يزيد على ألف رحلة طيران في الوقت الذي تستعد فيه الأسر الألمانية لبدء عطلة الصيف.
وكانت الإضرابات ونقص العاملين قد دفعت شركات الطيران، ومنها "لوفتهانزا"، بالفعل، إلى إلغاء آلاف رحلات الطيران، وتسببت في طوابير انتظار طويلة في المطارات، ما أصاب الركاب، الذين يتوقون للسفر بعد جائحة كوفيد - 19، بخيبة أمل.
ودعت نقابة "فيردي" الألمانية، العاملين في قطاع الخدمات، الإثنين، "ما يقرب من 20 ألف موظف من الأطقم الأرضية لدى "لوفتهانزا" إلى إضراب تحذيري لمدة يوم واحد. وتشمل الأطقم الأرضية عاملين من الفنيين واللوجستيين، ودون خدماتهم لا تستطيع الطائرات الإقلاع.
ورفضت "فيردي" العرض الأول من "لوفتهانزا" بشأن الأجور، لكنها وافقت على مواصلة المفاوضات في الثالث والرابع من آب (أغسطس) المقبل. وبحسب بيانات النقابة، عرضت الشركة مبالغ ثابتة في زيادة الأجور خلال مهلة 18 شهرا.
في المقابل، طالبت النقابة بزيادة 9.5 في المائة في جداول الأجور خلال مهلة 12 شهرا، وألا تقل زيادة الراتب عن 350 يورو. إضافة إلى ذلك، يجب أن ترتفع جميع الأجور بالساعة بصورة واضحة عن الحد الأدنى القانوني للأجور، والذي سيرتفع إلى 12 يورو للساعة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وبحسب "الألمانية"، قالت كريستينا بيله كبيرة المفاوضين في النقابة، أمس الأول، إنه في ضوء العمل الزائد والتضخم المرتفع والتخلي عن الأجور لمدة ثلاثة أعوام، فإن المطالبة بزيادات كبيرة في الأجور له ما يبرره.
وتشغل بيله منصب نائبة رئيس "فيردي" ونائبة رئيس مجلس الإشراف في "لوفتهانزا"، وقالت إن الوضع في المطارات يتصاعد، موضحة أن العبء الزائد على الموظفين بسبب النقص الكبير في عددهم والتضخم المرتفع وخفض الأجور لمدة ثلاثة أعوام، من شأنه أن يضع الموظفين تحت ضغط متزايد.
وفي سياق متصل بقطاع الطيران العالمي، قال مطار هيثرو أمس، إنه ما زال يتكبد خسائر، كما أنه لا يتوقع دفع أرباح لحاملي الأسهم هذا العام.
وذكرت وكالة "بي أيه ميديا" البريطانية، أن خسائر المطار قبل حساب الضرائب خلال أول ستة أشهر من العام بلغت 321 مليون جنيه استرليني "386 مليون دولار" مقارنة بـ787 مليون جنيه استرليني خلال الفترة نفسها من عام 2021.
وأرجع المطار تحسن الوضع إلى ارتفاع أعداد الركاب من 3.9 مليون إلى 26.1 مليون راكب. كما ارتفعت الرسوم التي تدفعها المطارات، ولكن "هذا الارتفاع قابله ارتفاع للتكاليف، حيث إننا زدنا السعة قبل الطلب"، وفقا لما ذكره مسؤولو المطار.
ويمثل نقص العاملين من الطواقم الأرضية "قيدا على السعة في مطار هيثرو"، حيث تواجه شركات الطيران صعوبة في جلب موظفين ليحلوا محل من تم الاستغناء عنهم خلال جائحة كورونا.
وقال المدير التنفيذي للمطار جون هولاند كاي، "لا نستطيع أن نتجاهل حقيقة أن كورونا أثرت سلبا في قطاع الطيران، وأن الأعوام القليلة المقبلة ستحتاج إلى استثمار لإعادة بناء السعة، مع التركيز على السلامة وخدمة العملاء والمرونة والكفاءة".

الأكثر قراءة