Author

خطأ مصنعي الأعلاف

|
كل عام وأنتم ومن تحبون بخير وصحة وسعادة، وكل عام والزملاء والأصدقاء في هذه الجريدة بخير وإبداع وتألق.
قبل أسبوعين حضرت ندوة عن الأمن الغذائي نظمتها مشكورة الجمعية السعودية لكتاب الرأي مع مختصين مارسوا العمل الزراعي وصناعة الأعلاف لفترات طويلة.
كان التوقيت ملائما وأنا أستعد كما يفعل كثيرون غيري لاختيار مصدر الأضحية بين السوق وبائع نعرفه كمرب جيد، أو هاو نعرف أنه يحرص على ماشيته وما تأكله، وبما أني أقضي العيد في منطقة جبلية مليئة بالقرى والضواحي فالخيارات أمامي كثيرة ولله الحمد.
ربما يكون التوقيت ملائما لمشاركة بعض ما استفدته في تلك الندوة وهو كثير، ومطمئن لناحية سياساتنا الغذائية، ومهم للفرد خاصة فيما يتعلق باللحوم والدواجن والبيض، حيث تغيرت لدي كثير من المفاهيم المغلوطة، وانتبهت إلى نقاط لم نكن ننتبه لها ونحن نشتري الماشية.
أول تصحيح في الصورة الذهنية لدي أن "الأعلاف المركبة" ليست مصنعة ومضاف إليها كيماويات كما كنت أحسب، إنها عبارة عن تركيبات طبيعية لعدة عناصر تبعا لنوع العلف وهل هو للماشية أو الدواجن بحيث تخلط كميات من أنواع الحبوب بنسب مدروسة.
الخطأ ليس خطئي أو خطأ من كانوا يعتقدون مثلي أن الشعير أفضل لتعليف الماشية من الأعلاف المركبة، إنه خطأ نحو 65 مصنعا كبيرا وصغيرا لم يكن لها حضور اتصالي وتوعوي يغير مفاهيم الناس سواء كانوا مربين للماشية أو مستهلكين لها، فلماذا مثلا لا يسمونها الأعلاف الطبيعية المركبة، أو الأعلاف الطبيعية وحسب، ولماذا لا يقومون بنشاط إعلامي وإعلاني يوضح ذلك للعامة.
للعلم فالأعلاف الطبيعية المركبة ـ كما يجب أن تسمى ـ تفيد الماشية أكثر لاكتمال عناصرها الغذائية، وتفيد المربي أكثر لأنها ترفع مستويات نسب المواليد، وتقلل الهدر الناتج عن تناثر الشعير.
شخصيا سأبقى عند فكرة أن الماشية التي ترعى في الطبيعة، الطبيعة الغنية، ودون رعي جائر، تظل الألذ والأفضل مهما قال الموردون ومصنعو الأعلاف وغيرهم.
النقطة الثانية أننا لا يوجد لدينا نحن المستهلكين معايير واضحة عند شراء الأغنام مثلا، فنحن نعتمد على "الحدس" وتفقد مناطق معينة في فم وجسد الخروف، وليس لدينا معيار الوزن وهو الأهم عند الشراء.
كل عام وأنتم بخير مجددا، وتذكروا أنها أيام أكل وشرب كما أخبرنا خاتم النبيين وسيد المرسلين، ولا تنسوا من حولكم ممن لا يقدرون ولا يستطيعون، وانتبهوا من الهدر والتخمة، فكل شيء بقدر يظل جميلا وماتعا ودائما، كل شيء تقريبا.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها