Author

تسليع فرح الأطفال

|

جميل ومهم أن يفرح الأطفال، ولعل الأجمل والأهم أن تكون هذه الفرحة حقيقية، وأن تكون ضمن ذكرياتهم التي لا تنسى، وشيئا فشيئا يمكن أن تكون أساسات نجاح لبعض مناحي حياتهم في المستقبل.
استبيحت كلمة "التخرج" لأسباب تجارية، يحدث ذلك أكثر في بعض مدارس التعليم الأهلي، حيث أصبحت حفلات التخرج جزءا من دخلها، أو دخل بعض منسوبيها، أو تحسين علاقاتها بمورديها.
عند بعض المدارس هناك حفل تخرج لكل مرحلة، طفل ينجح من التمهيدي إلى الصف الأول أو من الصف الثالث إلى الرابع الابتدائي يسمونه خريجا، ويحتاج إلى لباس خاص بالحفل، ويحتاج أهله إلى دفع مبلغ المساهمة في الحفل، ويدخل الطفل وأسرته في نفق استهلاكي غير مبرر، والنهاية حفلات باهتة مكررة.
إضافة إلى التخرج من الجامعة أو الكليات والمعاهد المتخصصة، لا نعرف تخرجا إلا من الثانوية العامة، كونها انتهاء مرحلة التعليم الأساس والدخول إلى مرحلة جديدة كليا في التعليم، وأيضا في الحياة، فالغالب أن خريج وخريجة هذه المرحلة يقتربون من سن التكليف الديني والاجتماعي وتبدأ ملامح شخصياتهم واتجاهاتهم وربما مستقبلهم في التشكل، فيكون الاحتفال هنا مبررا، والرقص فعلا بهجة بإنجاز.
لا أقول بعدم الاحتفال مع الطلاب والطالبات الصغار، لكن يجب أن يكون الحفل هو حفل الإنجاز والحصاد والإبداع، بمعنى أن يكون عبارة عن تقديم عمل مدرسي أو فني "مسرحية أو أغنية" أو رياضي يوضح ما اكتسبوه، ببساطة ودون تكلف يرهق أهاليهم ماديا، أو عند عدم مقدرتهم يرهقهم نفسيا، بل إن الأمر يمتد للتأثير في الطفل إذا اضطر ولي أمره إلى منعه من المشاركة والحضور لأنه فعلا لا يقدر على التكاليف.
لا بد هنا من تسجيل الشكر للمدارس الحكومية التي قلما تنهج هذا النهج، وإذا حدث، فهو يحدث في قالب أبسط من ذلك الذي يحدث في بعض المدارس الأهلية ولا يوجد فيه ارتباطات بمشغل معين، أو مصنع ألبسة جاهزة بعينه، أو محل حلويات ومعجنات، أو زهور، أو حتى محال الهدايا.
في ظني أن حفلة حصاد نهاية العام هي جزء من العملية التعليمية، الجزء المبهج المفرح الذي لا بد أن تكون فرحته أيضا مفيدة، إما بتعليم فنون شعبية سعودية للأبناء والبنات، وإما بتعليمهم الروح الجماعية في الإعداد والتنظيم، ويجب أن يكون ذلك على حساب المدرسة لا على حساب الطلبة والطالبات، وألا تدخل فيه اشتراطات تشكل عبئا من أي نوع.
مبارك النجاح.

إنشرها