Author

مفاتيح العقول

|
خلق الله الإنسان وركبه من ثلاثة عناصر رئيسة هي الجسد والعقل والروح وجعل لكل منها خصائصه والطرق التي تقويه وتنميه .. كما جعل لكل منها مفاتيحه الخاصة به .. العقل يعرف بأنه مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي والتفكير والمعرفة والإدراك وغيرها ولذا فهو مسؤول عن معالجة المشاعر والتصرفات والانفعالات وبالتالي المواقف وردود الأفعال.
عقول البشر متباينة أيما تباين وترتبط ارتباطا وثيقا بالقلوب حيث ثبت أن القلب هو مفتاح العقل.. يقول الحق سبحانه "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" ويقول سبحانه في آية أخرى "لهم قلوب لا يفقهون بها" .. الناس في عقولهم على مشارب مختلفة فهناك ذو العقل الرصين الذي لا تضره فتنة، يقبل الحق ويرفض الباطل، يدرك عواقب الأمور ولا تستخفه الأهواء .. وهناك ذو العقل الضعيف الذي يتشرب صاحبه أي فتنة تعرض له ولا قدرة له على تمييز الخير من الشر فتجده سهل الانقياد لكل ناعق أو مفسد .. وهناك من هو بين ذلك متقلب الأهواء يصعب أن تجعله في أي من الفئتين .. ولذا فإنه عند التعامل مع الأشخاص فإنه ينبغي معرفة طبيعة عقولهم، وفي الأغلب ما يكون النطق معبرا عن مستوى عقل صاحبه.
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
وأيا كان الأمر فإن لكل شخص مفتاحا خاصا لعقله ولا ريب أن القلب هو مفتاح العقل.. فالمعلم أو المربي إذا ما أراد أن يزرع الخير والإبداع في عقول طلابه فلن يتحقق ذلك إلا عن طريق كسب قلوبهم وذلك بالإخلاص في أداء عمله وبمحبته لهم وحسن أدبه وسلوكه معهم والرفق بهم والعدل بينهم .. إنك لتعجب من طبيعة عقول البشر حين تبدي رأيا في قضية مطروحة للنقاش فهناك من يطلق عليه "صاحب الرأس اليابس" فهذا لا جدوى من استمرار النقاش معه .. وتجد آخر من الممكن أن تصل إلى عقله بعد إيضاح المقصود وشرح المراد، ونوع ثالث لا يحتاج عقله إلى أي مفتاح إذ إنه سرعان ما يتقبل أي رأي من غيره .. ويتفق علماء النفس على أن الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة تصل إلى القلب بسرعة فينعكس مردودها على العقل دون البحث عن أي مفتاح.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها