Author

واقع صناعة التواصل الاجتماعي «1 من 2»

|

أستاذ الطاقة الكهربائية ـ جامعة الملك سعود

[email protected]

يعد التواصل الاجتماعي أحد أحدث التطورات التي حدثت في القرن الحالي ويشار إليها بالوسائل الرقمية أو الإعلام الرقمي، وتمثل قفزة هائلة للتواصل من خلال الشبكة العنكبوتية وتفاعلا أكبر من السابق حيث كانت سابقا تحت طائلة المراقبة من مشرفي المنتديات والمدونات مع المشاركة بكميات قليلة من المعلومات وصعوبة مشاركة أو إرفاق الملفات التفاعلية مثل الفيديوهات وغيرها.

ومنذ بزوغ نجم التواصل الاجتماعي قبل 15 عاما الذي أتاح لعموم الناس من خلال تطبيقات الهواتف المحمولة بكل سهولة مكانا للمتاجرة لبعض الشركات والمشاريع الناشئة ومشاركة المعلومات بكل حرية إلى جانب صناعة برامج إذاعية وتلفزيونية وأوجد منافسا شرسا للإعلام التقليدي، ولذلك نرى استعانة القنوات الفضائية بوسائل التواصل الاجتماعي من أجل ضم شريحة أخرى من العملاء.

ويعتمد كل وسائل التواصل الاجتماعي على مفهوم المنصات الرقمية وهي عبارة عن نشاط تجاري ينشئ قيما محددة من خلال تسهيل التفاعلات المباشرة بين نوعين مميزين أو أكثر من العملاء.

وتتمركز فكرة المنصة الرقمية في نمو التأثير الشبكي Network Effect المباشر من خلال زيادة عدد العملاء أو مستخدمي المنتج إلى زيادة القيمة أو المنفعة للنوع نفسه من المستخدمين، أو التأثير الشبكي غير المباشر من خلال زيادة عدد العملاء إلى زيادة القيمة للعملاء على الجانب الآخر.
وأصبح التواصل الاجتماعي صناعة يشار إليها بالبنان من خلال حجم الاستثمار والأعمال والتداخل مع الصناعات الأخرى مثل الإعلام والموسيقى والتسويق.

في عام 2019، تم تقييم سوق منصات الشبكات الاجتماعية العالمية بمبلغ 192.950 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 25.38 في المائة ليصل إلى حجم سوق تبلغ 939.679 مليار دولار بحلول عام 2026. وفي عام 2020، بلغ حجم الإنفاق على إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي ما يقرب من 132 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز الإنفاق 200 مليار دولار بحلول عام 2024. وبينما تظل الولايات المتحدة أكبر سوق للإعلانات لوسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، فإن المسوقين من الدول الأخرى يقفزون أيضا في قطار وسائل التواصل الاجتماعي.

وجذبت بما يسمون المشاهير Influencers، والأصح لغويا المؤثرون، في الاستفادة ماديا والتأثير في قاعدة الجماهير. وتصنف وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدة أصناف مختلفة، ومنها الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر، وشبكات مشاركة الوسائط مثل إنستجرام وسناب شات، ومنتديات المناقشة مثل ريديت وكورا، والشبكات المرجعية وتنظيم المحتوى مثل بنترست، ومنها أيضا شبكات مراجعة المستهلك مثل زوماتو.

وتشير التقديرات حسب موقع statista.com إلى أن هناك أكثر من 4.48 مليار مستخدم في وسائل التواصل الاجتماعي شهريا على مستوى العالم عام 2021. وتعد "فيسبوك" الشركة الرائدة في السوق كأول شبكة اجتماعية تجاوزت مليار حساب مسجل، ويوجد حاليا 2.9 مليار مستخدم نشط شهريا، وهذا يعني أن ثلث سكان العالم تقريبا من المستخدمين النشطين لـ "فيسبوك".
وتليها "يوتيوب" وهي منصة لمشاركة الفيديوهات ويشاهد المستخدمون مليار ساعة من مقاطع الفيديو كل يوم ويوجد في الشركة 2.5 مليار مستخدم نشط شهريا، ويأتي "واتساب" في المرتبة الثالثة بملياري مستخدم شهريا، وللعلم يأتي تطبيق تويتر في المرتبة الـ 15 على مستوى شبكات التواصل الاجتماعية الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم حيث يوجد 463 مليون مستخدم نشط يوميا بها.

ويظهر أحدث البيانات أن الشبكة الاجتماعية الأسرع نموا هي تيك توك وتصدرت عناوين الأخبار لأول مرة بسبب نموها السريع عندما تم إطلاقها عام 2018 وتملك الآن مليار مستخدم نشط شهريا ... يتبع

إنشرها