الهشاشة الإدارية

مهمة القائد في أي منظمة توفير الإجراءات والسياسات التي تسهل للإداري ممارسة أعماله بإتقان. لكن يغلب على البعض أن وجود حقيبة السياسات والإجراءات كفيلة بإنجاز الأعمال وهذا ما يجعل الإنسان مختلفا عن الآلة. فالمهارات تشكل العنصر الرئيس في دعم أدوات العمل الإداري.
ما إن تذكر كلمة "هشاشة" إلا ويتبادر إلى ذهن القارئ الكريم هشاشة العظام وفيه تصبح العظام ضعيفة سهلة الكسر وهذا ليس موضوعي اليوم. كما أنه خلال الأعوام الماضية القليلة ظهر مفهوم جديد وهو الهشاشة النفسية، وهو عبارة عن حالة من الرقة شديدة الحساسية وسريعة الانكسار في مواجهة التحديات، وهذا قد يكون قريبا من مقالة اليوم.
الهشاشة الإدارية ـ في نظري الشخصي خصوصا أنني لم أجد لها في عالم العم "جوجل" أي حضور ـ خليط بين من حصل على مؤهل إداري دون موهبة ومهارات إدارية، ظنا بأن الشهادات كفيلة بمنح المنصب والامتيازات، وبين من يسقط في أول موقف وتحد إداري سواء بالانسحاب أو بالإصرار على ممارسة التعالي بلا مهارة.
تشكل هذه الهشاشة أغلب المشكلات الإدارية التي تقع فيها المنظمات التي تجلب الأشخاص وفق الشهادات الأكاديمية وحدها. فالمؤهلات خصوصا الدورات القصيرة التجارية السريعة كطبخة الإندومي أصبحت في متناول الجميع، بل مع الأسف اختلط الحابل بالنابل عندما قامت بعض الشركات بتسويق دورات لها رائحة جهات عالمية مثل هارفرد وأكسفورد وغيرها.
الإداري المتمكن من المهم أن تكون له شخصية شجاعة تجعله قادرا على جعل التحديات جزءا من النجاحات بل ويعدها مصدر فخر واعتزاز، وأنه قادر على تحمل المشكلات وله دور في تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية دون أن تسبب له آثار وضغوط نفسية مؤثرة. بالمختصر لا تجتمع الهشاشة الإدارية مع أصحاب الثقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي