Author

الخسارة المربحة

|
هل من الممكن أن تكون الخسارة مربحة؟ الجواب نعم، إذا كانت تلك الخسارة في نهاية الأمر مصدرا للربح والفائدة. إن من أصعب الرحلات التي تمر في حياة بعض الناس هي مرحلة إنقاص الوزن. تكتسب زيادة الوزن بسهولة من خلال الإفراط في الأكل وقلة الحركة. ولا يشعر الإنسان بخطورة هذه الزيادة إلا عند ظهور الأعراض السيئة المصاحبة والناتجة عن السمنة وزيادة الوزن، حينها يدرك الإنسان أنه في وضع لا يحسد عليه، وأنه يلزمه مراجعة وضعه الصحي على وجه السرعة في محاولة لإدراك ما يمكن إدراكه والحد من تلك المضاعفات. إن من أبرز ما يصاحب الزيادة في الوزن من أضرار، إمكانية التعرض للأزمات القلبية والعرضة للإصابة بمرض السكري وأمراض الضغط وأمراض الكلى والتهابات المفاصل، ومشكلات الركب، وارتجاع المريء، وغيرها. وقد يصحب ذلك اضطرابات نفسية كالتوتر والاكتئاب. ولذا كان لزاما على الإنسان أن يتدارك نفسه قبل فوات الأوان وهذا ليس بالأمر المتعذر إذا ما وجدت الإرادة الصادقة والعزيمة القوية. يرى المختصون وعلماء الغذاء والتغذية أن التغييرات في أسلوب الحياة وفي طبيعة الأكل وعاداته على المدى الطويل أفضل من اتباع برنامج غذائي وصحي قاس لمدة معينة، وذلك ليتمكن الإنسان من المحافظة على ما وصل إليه من وزن مثالي بشكل أسهل وأكثر ثباتا. ومن هنا يرون أنه إذا ما كان النقص في الوزن يراوح بين نصف كيلو إلى كيلو واحد في الأسبوع، فإنه يعد نقصا مثاليا تنبغي المحافظة عليه، ويؤكدون أنه من أهم الأمور التي تقود إلى إنقاص الوزن بطريقة متدرجة ممارسة الرياضة بشكل تدريجي وحسب القدرة، بحيث يبدأ المشي ثم يصحب ذلك التمارين الرياضية والحرص على الإقلال من تناول الأغذية المحتوية على الكربوهيدرات كالأرز والخبز ونحوها، وتجنب المشروبات أو الأطعمة المحتوية على سكر كالحلويات والمشروبات الغازية مع تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالخضراوات والحبوب الكاملة، والحرص على شرب الماء والتعود على أن يكون تناول الطعام في أوقات محددة. المجلة الدولية للسمنة International Journal of Obesity نشرت بحثا أشار إلى أن خسارة الوزن من الأشخاص المصابين بالسمنة قلل أيضا من أعراض الاكتئاب. إن إنقاص الوزن والحصول على وزن مثالي لا يساعد على المحافظة على الصحة فحسب، بل يزيد من الثقة في النفس والشعور بالسعادة.
إنشرها