برامج لتخفيف أثر الجائحة في التعليم «2 من 3»

مستقبل مليار طفل في جميع أنحاء العالم بات على المحك. وما لم نعد هؤلاء الأطفال إلى المدرسة مرة أخرى، ونجد سبلا لمعالجة آثار هذا الانقطاع، فإن جائحة كورونا ستؤدي إلى انتكاسة هائلة لهذا الجيل.
وبحلول أواخر العام الماضي، توافرت لدينا بيانات دقيقة ومؤكدة عن حجم خسائر التعلم في الدول متوسطة الدخل، مثل البرازيل والهند. ففي ولاية ساو باولو، على سبيل المثال، قرر مسؤولو التعليم قياس حالة التعلم بشكل مستمر مقارنة بعديد من الدول التي أجلت أي نوع من قياس عملية التعلم، ربما لتجنب الاستماع إلى أخبار سيئة. وتوصلوا إلى أن نسبة التعلم لدى الطلاب بعد عام من إغلاق المدارس كانت أقل 27 في المائة عما كانوا سيتعلمونه في الأوقات العادية. ووجدت منظمة براثام الهندية، وهي منظمة تعليمية غير حكومية تحظى باحترام كبير، أن الحد الأدنى من مستوى الكفاءة لدى الطلاب قد انخفض إلى النصف في ولاية كارناتاكا.
وهناك ثلاثة نهج جديدة لمواجهة فيروس كورونا، فما يبعث على التفاؤل أن عديدا من الدول أعاد في نهاية 2021 فتح المدارس. إلا أن هناك واحدا من بين كل أربعة أنظمة تعليمية تقريبا ما زال مغلقا، ولم يعد فتح عديد منها إلا جزئيا. وعاد 1.5 مليار طفل إلى الفصول الدراسية، لكن ما زال هناك 300 مليون طفل تتعين إعادتهم إلى المدرسة وانتظامهم في الدراسة بأمان. لكن ذلك كان قبل ظهور متحور أوميكرون، وقد تغيرت هذه الأرقام منذ بداية هذا العام.
ونعتقد أن من شأن تطبيق نظام هجين - يتألف من ثلاثة نهج جديدة: إعادة فتح المدارس، والتعلم عن بعد، وبرامج التعليم التعويضي - أن يحد الأضرار الناجمة عن حالة الارتباك التي تسببت فيها الجائحة، وأن يكون بمنزلة استجابة نموذجية للصدمات في المستقبل، بل ربما يجعل التعليم العام أفضل مما كان عليه قبل عامين.
بشأن إعادة فتح المدارس بأمان. إذا كنت تشعر بالانزعاج من صور ملايين الأطفال الذين يجلسون ويحدقون في التلفزيون، فإليك بعض الحقائق الأكثر إزعاجا، إن أكثر من نصف الأسر المعيشية في 30 دولة إفريقية لا تحصل حتى على الكهرباء. ولا تتوافر لعدد كبير للغاية من الأطفال في العالم، ظروف مواتية للتعلم في المنزل، ولا تتوافر لكثير منهم خدمات الإنترنت، أو أجهزة مناسبة للدخول على الإنترنت، أو المال لدفع تكلفة البيانات أو ثمن الكتب، أو حتى مكان لاستذكار دروسهم في المنزل. لكن التعليم مسعى اجتماعي بطبيعته، وهو يتطلب تفاعلا متواصلا. وهذا يعني وجود مدارس مبنية، ومن الضروري أن تفتح هذه المدارس أبوابها أمام الطلاب والمعلمين وتكون آمنة لهم. وهناك حاجة إلى استثمارات. وفي كثير من الأحيان، لدينا الأموال اللازمة لذلك، وكذلك المبادئ التوجيهية التي تتيحها الوكالات الدولية بشأن كيفية إعادة فتح المدارس بأمان. لكن ما ينقص في كثير من الدول عموما، هو الشعور بالحاجة الملحة على الصعيد الوطني.
الاستثمار في التعلم عن بعد. أتمت فرق البنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إجراء تقييم للتعلم عن بعد خلال عامين من الجائحة، ولم تكن النتائج مشجعة دائما. لكن الجائحة أظهرت لنا أن الأساليب المبتكرة للتعلم الهجين التي تجمع بين التعليم داخل الفصل الدراسي والتعليم عن بعد من خلال الاستخدام الذكي للتكنولوجيات الرقمية، هي أساليب باقية حتى إشعار آخر. بيد أن الاستثمار في التكنولوجيا يجب أن يقترن بذكاء بالاستثمار في بناء مهارات التعلم. فقد عجلت الجائحة من حدوث تغيير في طرق التفكير بشأن استخدام التكنولوجيا، وثمة فرصة صغيرة سانحة أمامنا لإقناع المعلمين والإداريين بالنظر إلى التكنولوجيا باعتبارها جزءا من عملية التعلم... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي