مشاهير التغرير

أطلق عليهم وعليهن في وسائل التواصل والإعلام مشاهير "الفلس"، والواقع أنهم/ ن مشاهير "الكاش"، فما نسمع عن المبالغ التي يتقاضونها يشير إلى أرقام كبيرة ويشير أيضا إلى أن أثر إعلاناتهم ـ إن جاز التعبير ـ أيضا كبير من ناحية العائد، وإلا لما هرول لهم التجار. اللهم لاحسد، فليس في الأمر حسد فالله تعالى هو الرازق الكريم، إلا أن السمة الغالبة على "عمل" هذه الفئة من المشاهير والمشهورات مع تشجيع النزعة الاستهلاكية الفارغة، هو التسطيح والتضليل للمتابعين لهم أو المتفرجين عليهم، وهم ذكورا وإناثا يعملون دون ضوابط واضحة ومحددة تكفل عدم تجاوزهم حدود التسويق إلى التغرير بسلع أو خدمات رديئة أو غير مطابقة للحد الأدنى من المواصفات.
ويتجاوز الأمر حده إن صح ما يتردد أن بعض هؤلاء من مشاهير ومشهورات يفتعلون استقبالات وجمهرة لحضورهم مناسبة من خلال استئجار مجموعات تتولى التطبيل لهم أو لهن ثم يصورون ذلك على أنه واقع وحقيقة وليس "تمثيلا" مستأجرا وبثه من خلال وسائل التواصل التي لا تشبع من استهلاك المقاطع على علاتها، ولاشك أن كثيرا بل الأغلبية لا يعلمون الحقائق وينساقون مع ما يشاهدونه مصدقين.
وإذا استرجعنا معلومة يعرفها الجميع وهي أن أغلبية السكان من المواطنين هم من الشباب والشابات حديثي التجربة يمكن فهم الأثر السلبي الخطير في المجتمع، حينما ينقاد أو يقاد بموجات التسطيح الفارغة، هذه إضافة إلى ترسيخ النزعة الاستهلاكية لدى هذه الفئة التي هي قوة العمل وأمل المستقبل بتوفيق الله تعالى على حساب قيمة العمل والإنتاج والادخار.
وكل ما نحتاج إليه هنا يتلخص في وضع أنظمة واضحة تمنع التغرير بالمستهلك والمتابع وتفصل بشكل لا يقبل اللبس والالتباس بين التسويق والتغرير باستغلال كثرة المتابعين.
ونحن على بعد أسابيع من شهر رمضان المبارك بلغنا الله وإياكم أيامه ووفقنا لصيامه وقيامة وقبوله، ومع ما يشهده كل عام في هذه الفترة من زيادة في التبضع وما يصاحبه من تمرير سلع مغشوشة أو منخفضة الجودة، أتوقع أن يتجه مشاهير"الفلس" إلى حاجيات رمضان من معكرونة وعجينة سمبوسة، إذ تحولوا وتحولن بقدرة قادر إلى منصة الإعلان المفتوح، إعلان غير منضبط ولا مضبوط.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي