الآثار المدمرة للجائحة .. جيل يواجه الضياع «2 من 3»

للحديث عن الفئات الأكثر احتياجا تتحمل أكبر الخسائر، ففي جميع الدول الغنية ومتوسطة الدخل والفقيرة، يتحمل أطفال الأسر الأشد فقرا أكبر الخسائر الناجمة عن أزمة كورونا؛ نظرا لقلة الفرص المتاحة لهم لمواصلة التعليم من خلال التعلم عن بعد. فمعدلات اتصالهم بشبكة الإنترنت متدنية: إذ لا يتاح سوى لنصف جميع الطلاب في الدول متوسطة الدخل ونسبة لا تتعدى 10 في المائة في الدول الأشد فقرا، إمكانية الاتصال بشبكة الإنترنت. وكان استخدام التلفزيون والإذاعة وتوفير مواد التعلم عن بعد مفيدا، لكنه لا يمكن أن يحل محل التعليم داخل الفصل الدراسي. فالتعلم لا يقتصر على مجرد مشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى الراديو لبضع ساعات يوميا.
وكانت المحصلة اتساع نطاق التفاوت الكبير بالفعل في الفرص. ففي دول العالم النامية، قد تؤدي جائحة كورونا إلى انخفاض معدلات النمو، وارتفاع معدلات الفقر، وزيادة عدم المساواة على مدى جيل كامل، وهو خطر ثلاثي رهيب يهدد الرخاء العالمي لعقود مقبلة.
"حقيقة، إن مستقبل مليار طفل في جميع أنحاء العالم بات على المحك. وما لم نعد هؤلاء الأطفال إلى المدرسة مرة أخرى ونجد سبلا لمعالجة آثار هذا الانقطاع، فإن جائحة كورونا ستؤدي إلى انتكاسة هائلة لهذا الجيل".
وبحلول أواخر العام الماضي، توافرت لدينا بيانات دقيقة ومؤكدة عن حجم خسائر التعلم في الدول متوسطة الدخل، مثل البرازيل والهند. ففي ولاية ساو باولو، على سبيل المثال، قرر مسؤولو التعليم قياس حالة التعلم بشكل مستمر مقارنة بعديد من الدول التي أجلت أي نوع من قياس عملية التعلم، ربما لتجنب الاستماع إلى أخبار سيئة. وقد توصلوا إلى أن نسبة التعلم لدى الطلاب بعد عام من إغلاق المدارس كانت أقل بنسبة 27 في المائة عما كانوا سيتعلمونه في الأوقات العادية. ووجدت منظمة براثام الهندية، وهي منظمة تعليمية غير حكومية تحظى باحترام كبير، أن الحد الأدنى من مستوى الكفاءة لدى الطلاب قد انخفض إلى النصف في ولاية كارناتاكا.
وهناك ثلاثة نهج جديدة لمواجهة فيروس كورونا فمما يبعث على التفاؤل أن عديدا من الدول قام بنهاية عام 2021 بإعادة فتح المدارس. إلا أن هناك واحدا من بين كل أربعة أنظمة تعليمية تقريبا ما زال مغلقا، ولم يعد فتح عديد منها إلا جزئيا. وعاد 1.5 مليار طفل إلى الفصول الدراسية، لكن ما زال هناك 300 مليون طفل يتعين إعادتهم إلى المدرسة وانتظامهم في الدراسة بأمان. لكن ذلك كان قبل ظهور متحور أوميكرون، وقد تغيرت هذه الأرقام منذ بداية هذا العام.
ونعتقد أن من شأن تطبيق نظام هجين - يتألف من ثلاثة نهج جديدة: إعادة فتح المدارس والتعلم عن بعد وبرامج التعليم التعويضي - أن يحد الأضرار الناجمة عن حالة الارتباك التي تسببت فيها الجائحة، وأن يكون بمنزلة استجابة نموذجية للصدمات في المستقبل؛ بل ربما يجعل التعليم العام أفضل مما كان عليه قبل عامين... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي