قيود العرض وضعف الدولار يدفعان النفط إلى تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع
ارتفعت العقود الآجلة للنفط أمس، محققة مكاسب للأسبوع الرابع مدعومة بقيود العرض وضعف الدولار، وعلى الرغم من أن مصادر تقول "إن الصين تستعد للسحب من احتياطيات الخام قرب السنة القمرية الجديدة".
وبحسب "رويترز"، صعدت العقود الآجلة لمزيج برنت 1.16 دولار أو 1.4 في المائة إلى 85.63 دولار خلال التعاملات أمس، في أعلى مستوى منذ شهرين ونصف.
وزادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.06 دولار أو 1.3 في المائة إلى 83.18 دولار للبرميل.
وتحولت أسعار النفط الخام للزيادة فيما اتجه الدولار نحو ما يمكن أن يكون أكبر انخفاض أسبوعي له منذ ما يربو على عام. ويجعل ضعف الدولار السلع الأولية في متناول حائزي العملات الأخرى.
وتوقعت عدة بنوك أن تبلغ أسعار النفط مائة دولار للبرميل هذا العام، إذ من المنتظر أن يتجاوز الطلب العرض.
يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه بيانات رسمية أن واردات الصين من النفط الخام بلغت 512.98 مليون طن إجمالا في 2021، مقارنة بـ542.39 مليون طن في العام السابق، لتسجل أول انخفاض سنوي منذ 2001.
ووفقا لبيانات الجمارك الصينية أمس فقد بلغت واردات كانون الأول (ديسمبر) 46.14 مليون طن.
وأدى انتشار "أوميكرون" حول مختلف دول العالم إلى ارتفاع مخزونات البنزين وعودة القلق من تجدد القيود والإغلاقات في عديد من الدول.
في المقابل تتلقى الأسعار دعما من المخاطر الجيوسياسية في ظل الأزمتين في كازاخستان وأوكرانيا، بينما تواصل مجموعة المنتجين في "أوبك+" ضخ الزيادة الشهرية المقدرة بـ400 ألف برميل يوميا لشباط (فبراير) المقبل وسط شكوك في قدرة بعض المنتجين على الوفاء بها، بسبب تعطل الإمدادات ونقص الاستثمارات خاصة في ليبيا ونيجيريا وأنجولا وغيرها.
وظلت العقود الآجلة للنفط الخام ثابتة ومحتفظة بمكاسب قوية وسط تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية وتوقعات تشديد المعروض نتيجة صعوبات تواجه الدول المنتجة في ضخ إمدادات وفيرة.
وارتفعت أسعار النفط مع استمرار الطلب العالمي، إضافة إلى بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية 4.55 مليون برميل إلى 413.3 مليون برميل، وهو أدنى مستوى مسجل منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018.
ويحتاج القطاع بشدة إلى استثمارات جديدة لتعزيز الإنتاج ومواكبة نمو الطلب، خاصة في الدول النامية في آسيا وإفريقيا، في وقت يحذر فيه البعض من ارتفاع التضخم باعتباره أحد أكبر مخاطر هذا العام.
وارتفاع مخزونات البنزين الأمريكية هو استجابة مباشرة لانتشار إصابات كورونا وانعكاسها السريع على حركة النقل، وسط ضعف شهية المصافي وتراجع الصادرات النفطية أيضا، لكن هناك في المقابل مؤشرات على المقاومة والتعافي.
ورغم تأثير عوامل متضادة على مسار أسعار النفط الخام، إلا أن معنويات السوق تبقى إيجابية بشكل عام خاصة بعد تأكيد إدارة معلومات الطاقة أن إجمالي إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام شهد انخفاضا بمقدار مائة ألف برميل يوميا إلى 11.7 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي، متراجعا عن أعلى مستوى له في 19 شهرا خلال الأسبوعين الماضيين.
والمخاطر الجيوسياسية المحيطة بالاقتصاد العالمي وصعوبة زيادة الإنتاج لدى قطاع ليس صغيرا من المنتجين جعلتا الاتجاه على المدى القريب لأسعار النفط لا يزال يميل إلى حد كبير إلى الاتجاه الصعودي، على الرغم من ارتفاع حالات "أوميكرون" في جميع أنحاء العالم.