Author

مميزات حليب الإبل

|
الإبل مخلوقات عجيبة في كل شؤونها، عجيبة في تركيبها الجسماني وفي خصائصها وسلوكها، عجيبة في مواصفات لحومها وشحومها. ولا يزال العلماء يعكفون على معرفة مزيد مما تتميز به هذه الحيوانات عن غيرها. ولو نظرنا إلى أحد منتجاتها وهو الحليب، فسنرى كثيرا من الأمور التي يتميز بها عن سواه من حليب الحيوانات الأخرى، فمثلا يحتوي حليب الناقة على كمية من فيتامين ج Vit.C تفوق مثيلتها في حليب الأبقار بثلاثة أضعاف، وذلك وفق دراسة أجرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" FAO، كما يحوي أيضا مجموعة من الفيتامينات، ونسبة لاكتوز أقل من حليب البقر، ما يجعله أكثر تحملا للأشخاص الذين يعانون حساسية اللاكتوز.
كما يحتوي على نسبة عالية من البروتينات ومركبات أخرى مهمة لها خصائص مضادة للالتهابات والعدوى، ما يجعله معززا وداعما طبيعيا للجهاز المناعي ووظائفه المختلفة في الجسم. يحتوي أيضا على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية التي تمكنه من تحسين مستويات الكولسترول السيئ في الدم. كما يمتاز حليب الإبل باحتوائه على عدة عناصر مهمة لصحة الإنسان ومنها عنصر الحديد، وقد نشرت مجلة Comprehensive Reviews in Food and Food Safety الأمريكية، أنه يحوي نسبة حديد تفوق ما يحويه حليب الأبقار بعشرة أضعاف.
هذا بجانب أنه يعد مصدرا جيدا للكالسيوم والزنك. يشير بعض الدراسات الحديثة إلى أنه يمكن أن يخفض نسبة السكر في الدم وأن يحسن أعراض حساسية جسم الإنسان للأنسولين عند مرضى السكري، كما يفيد في مقاومة بعض أنواع السرطان. لحليب الإبل جوانب اقتصادية مهمة، إذ تتميز النياق بغزارة إنتاجها وتقدر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن هناك احتياجا لحليب الإبل في الأسواق العالمية يتجاوز عشرة مليارات من الدولارات. من المتعارف عليه عند أصحاب الإبل ومربيها أن طعم الحليب ومذاقه وجودته تعتمد إلى حد كبير على نوعية الغذاء والأعلاف وعلى طبيعة البيئة والمرعى الذي تعيش فيه الإبل، ومن تذوق طعم حليب الإبل وقت الربيع يدرك ذلك، كما يؤكدون أهمية الحركة لجودة الحليب.
ولا بد من التنبيه إلى أنه لا بد من تطبيق الاشتراطات الصحية حين التعامل مع حليب الإبل ومن ذلك أهمية غليه قبل شربه تجنبا لأي مضاعفات لا قدر الله.
إنشرها