تتويج 7 فائزين بجائزة الملك فيصل .. وحجب "تراث الأندلس الإسلامي" لعدم تحقيق المعايير
أعلن أمس أسماء السبعة الفائزين بجائزة الملك فيصل لعام 1443هــ - 2022، بحضور الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة الجائزة.
وقال الدكتور عبدالعزيز السبيل أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية إن لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل بفروعها الخمسة (خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم)، عقدت سلسلة من الجلسات تخللها الاطلاع على الأعمال المرشحة وتقارير المحكمين. وأوضح الدكتور السبيل أن لجان الاختيار قررت منح الجائزة في فرع خدمة الإسلام لهذا العام بالاشتراك لكل من الرئيس علي حسن مويني الرئيس الأسبق لتنزانيا، والدكتور حسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، مشيرا إلى أن الرئيس علي حسن مويني منح الجائزة لدوره في قيادة بلاده خلال فترة حكمه للتحرر من الاستعمار والاشتراكية، حيث أدخل التعددية الحزبية، وأسس العديد من الأنظمة والمؤسسات الإسلامية الاجتماعية في بلاده، إضافة إلى نشاطه في الدعوة الإسلامية، إذ عمل على بث روح التسامح الديني، وإنشاء المدارس الإسلامية، وترجمة الكثير من المصادر والمراجع في الحديث والفقه والسيرة إلى اللغة السواحلية التي يتحدث بها الملايين في شرق إفريقيا، كما اهتم فخامته بتعليم المسلمين والرفع من مستواهم التعليمي والاجتماعي وتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وأشار إلى أن الدكتور حسن محمود الشافعي، منح الجائزة نظير خدمته العلوم الإسلامية، تدريسا، وتأليفا وتحقيقا وترجمة، وإسهامه في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد، ووضع مناهج كلياتها، وتولي رئاستها، إضافة إلى جهوده في إنشاء سلسلة من المعاهد التي تعنى بالدراسة الأزهرية، وخدمته للغة العربية وذلك خلال رئاسته مجمع اللغة العربية في القاهرة. كما تقرر حجب الجائزة للدراسات الإسلامية لهذا العام وموضوعها «تراث الأندلس الإسلامي»، لعدم تحقيق الأعمال المرشحة معايير الجائزة.
وأضاف أن جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب وموضوعها (دراسات الأدب العربي باللغة الإنجليزية) منحت بالاشتراك لكل من البروفيسورة الأمريكية سوزان ستيتكيفيتش الأستاذة في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، والبروفيسور الأمريكي محسن جاسم الموسوي الأستاذ في جامعة كولمبيا في الولايات المتحدة، مؤكدا أن البروفيسورة سوزان ستيتكيفيتش منحت الجائزة، لامتلاكها مشروعا نقديا علميا، تمثل في بحوثها ودراساتها التي شملت القصيدة العربية في عصورها المتعاقبة منذ العصر الجاهلي حتى القصيدة الإحيائية في العصر الحديث، إلى جانب تميزها في قراءة النص الشعري في سياق نظري محكم، ومنهج تحليلي رصين، ومحاولة جادة لتجديد المنظور النقدي للقصيدة العربية الكلاسيكية، عبر الاستعانة بعلوم الأنثروبولوجيا والنظرية الأدبية والبنيوية وما بعد البنيوية والفولكلور وتاريخ الأديان.
وأما البروفيسور محسن جاسم الموسوي منح الجائزة، لتجديده في دراسات النثر العربي القديم والحديث، وتميز دراساته بنقد علمي، ومعرفة بالنظريات النقدية العالمية، وتأثير دراساته وأبحاثه تأثيرا واسعا في دارسي الأدب العربي في الغرب والعالم العربي، لما له من تميز في الطرح، والاستدلال، والتأويل النقدي، إضافة إلى انفتاحه على النص الإبداعي العربي والعالمي، سردا وشعرا، وتناوله الأدب العربي بصفته أدبا عالميا.
وأجمعت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للطب على منح الجائزة لهذا العام، وموضوعها «تقنيات تعديل الجينات»، للأستاذ في جامعة هارفارد، ومعهد ماسيتيوشس للتكنولوجيا (MIT) البروفيسور الأمريكي ديفيد على منحه الجائزة، لإسهاماته الفعالة في تطوير ميكانيكية التعديل الجيني التي مثلت ثورة علمية، من خلال تطوير الجيل الثاني من هذه التقنية، مما سيكون له تطبيقات فعالة في علاج الأمراض النادرة والشائعة، كما كان له جهود علمية ودور كبير في التعرف على أساسيات وميكانيكية هذه التقنية، ويعد إنجازه في اختراع تقنيات التعديل القاعدي والتحرير الأولي الذي عزز تطوير تقنيات التعديل الجيني لتصبح أكثر دقة وتطويعا في التطبيقات الطبية.
وقررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للعلوم منح الجائزة لهذا العام، وموضوعهـا (الرياضيات) بالاشتراك، لكل من البروفيسور البريطاني مارتن هايرر الأستاذ في Imperial College London لتميز أعماله في استحداث طرق مبتكرة في تحليل المعادلات التفاضلية العشوائية، والوصول إلى منظور جديد في مجال الأنظمة العشوائية اللامتناهية، ثنائية الأبعاد المتكررة وغيرها مثل «معادلات نافييه-ستوكس» و»KPZ»، كما أن تقديمه التراكيب المنتظمة وفر إطارا مرنا وواضحا لعمليات فصل النواحي الجبرية، والاحتمالية والتحليلية في المعادلات التفاضلية الجزئية العشوائية التي تتطلب إعادة تقييم ذاتي في الميكانيكا الإحصائية، إلى جانب البروفيسور التونسي نادر المصمودي الأستاذ في جامعة نيويورك، لجهوده المتميزة في تحليل المعادلات غير الخطية التفاضلية والجزئية، وإسهاماته البارزة في النظريات الرياضية لديناميكيات الموائع من خلال إدخال تقنيات رياضية مبتكرة، خاصة دراساته لحالات الاستقرار أو انعدامه في حركة الموائع كما تصفها «معادلات نافييه-ستوكس» التي لم يتمكن علماء الرياضيات من وضع نظرية أساسية تتعلق بحلها، ليقوم المصمودي لاحقا بتطوير أعمال الفيزيائي الروسي «ليف لانداو» في مجال إحصائيات السوائل.