Author

محاذير المطهرات

|
عرفت المطهرات منذ عدة عقود سواء المطهرات المنزلية أو الطبية، ومع انتشار جائحة كورونا ازداد استخدامها بشكل كبير حتى إن عددا من مصانع الأدوية أوقفت بعض خطوط إنتاجها لتحولها إلى إنتاج المطهرات والمعقمات. المطهرات مواد كيمياوية لها القدرة على قتل الجراثيم والميكروبات أو إيقاف نموها وبالأخص على الأنسجة الحية كأغشية الجلد، وذلك لمنع الإصابة بالعدوى، ويجب أن تكون محضرة وفق دراسات علمية دقيقة بحيث يكون لها القدرة على الفتك بالجراثيم دون أن تسبب أذى للأنسجة الحية.
من أشهر مكونات المطهرات الكحول خاصة الكحول الإيثيلي Ethyl alcohol والكلورهكسانول واليود والبيروكسيد وغيرها. ومن هنا يتضح أن قوة تأثيرها تعتمد على طبيعة محتواها الفاعل، ولذا فإنه عند اختيار نوع المطهر، فإنه يلزم أن يؤخذ في الحسبان أمرين هما الفاعلية ودرجة الأمان. قد يظن البعض أنه لا توجد محاذير أو أضرار عند استخدام المطهرات ولكن الحقيقة غير ذلك، حيث أكد العلماء أن هناك أضرارا بالغة وآثارا جانبية خطيرة قد تنشأ عند إساءة استخدامها أو استخدامها بشكل مفرط، ومن ذلك أنها قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الجلد الإكزيما Eczema وكذلك جفاف البشرة أو الجلد، بل إن بعض الدراسات العلمية أشارت إلى أنها يمكن أن تؤثر في معدلات الخصوبة وعلى العضلات والجهاز المناعي.
إحدى الدراسات الأمريكية الحديثة أظهرت أن المطهرات تساعد على إيجاد أنواع متطورة من الجراثيم والبكتيريا قد يصعب القضاء عليها. وتشير بيانات السلامة في عدد من السلطات الصحية إلى أنه ينبغي الحذر عند التعامل مع المطهرات بصفة عامة، ومن ذلك يجب وضع ملصق على كل عبوة يبين طبيعتها وألا تخلط مع غيرها وألا تستنشق وأن تحفظ بعيدا عن متناول الأطفال وفي مكان جاف بعيدا عن أي مصدر حراري. وعند التعرض لمطهر كيمياوي بالفم، فإنه يجب غسل الفم فورا بالماء لمدة 15 دقيقة وإن كان على العيون فيمرر عليها تيار مائي ببطء لمدة ربع ساعة على الأقل مع إبقاء العين مفتوحة أثناء غسلها.
وفي حال استنشاق المطهر ينقل الشخص إلى مكان مفتوح وتجرى له الإسعافات اللازمة. ومن المهم الإشارة إلى أن مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها تنصح باستعمال الماء والصابون ليكونا الخيار الأول عند الحاجة لغسل الأيدي أو تطهيرها.
إنشرها