تسويق أقرب إلى التسول

أفضل أسلوب لتسويق خدمة أو سلعة هو حسن المعاملة مع الزبون قبل البيع وأثنائه وبعده. في ذاكرة كل زبون أو مستهلك صورة أرشيفية عن هذه الشركة أو تلك، حفظتها عدسة تجربة "طويلة" معها وما سمعه من غيره، لذلك فإن دفع آنسات وسيدات للاتصال بالعملاء لتسويق باقة أو خدمة زاد عن حده، وهو أسلوب مزعج للطرفين مع اضطرار البعض إلى إنهاء الاتصال، لأنه عرف وعن تجربة "البير وغطاه".
من حق الموظفات المحافظة على كرامتهن، وهذا واجب الإدارة العليا، وبالإمكان استحداث أساليب تسويق محترمة لكل الأطراف بدلا من التقليد الأعمى، كما أن من حق العميل أو المشترك، سمه ما شئت، احترام خصوصيته وعدم "ابتزازه" بكثرة الإلحاح الاتصالي، ثم إن الاتصال التسويقي ومن هاتف ثابت أو جوال، أصبح من وسائل النصب والاحتيال، فلم يعد المستقبل للاتصال على علم بحقيقة هوية المتصل، خاصة أن تغيير الأرقام من المحتالين حتى من خارج البلاد على قدم وساق. استمرار هذا الواقع المؤسف، خصوصا في حق الموظفات، دليل على فشل إداري.
ثم إن التسويق ليس نصب الفخاخ التجارية بعرض ينتهي بضربة مالية مؤلمة أو تلاعب على ذاكرة البشر، إذا أردت التسويق الجيد الذي يجد تجاوبا ونجاحا عليك أن تحافظ على حقوق المستهلك أو العميل مثلما تحافظ على حقوقك الشخصية، فلا يترك للمجيب الآلي وللأسئلة المتكررة المنقوصة.
والواقع أن بيانات الإنترنت لدينا مرتفعة الأسعار مع حاجة متزايدة لها اضطرارا وليس تسلية ومتعة، ولا يمكن للمستهلك معرفة حقوقه هل حصل فعلا على ما قيل له أم أنه يشتري سمكا في الماء، ولم يعد مفيدا اللجوء إلى الشكاوى مع استمرار احتكار القلة وسيطرتهم على السوق.
إن المحافظة على كرامة الموظفات "المتصلات" هو أيضا محافظة على سمعة المنشأة التي تصرف الملايين للترويج لصورتها وقدراتها.
***
في نادي الإبل استحدثت لجنة طبية للوقوف ضد العبث بالإبل، العبث هنا أن يقوم بعض المتسابقين في مزاين الإبل للفوز بالجوائز بتدخلات تغير صفات الإبل الخلقية. لجنة العبث ترصد تغيير الصفات الخلقية للحيوان من تمطيط "براطم" وحقن وغيرها مما أجهله. في هذا العام اكتشفت 171 حالة عبث. في مسابقات كرة القدم لدينا هناك حالات "تمطيط" و"حقن" تمارس إعلاميا للاعب أو مدرب، وهي شكل من أشكال العبث يجيده "الوسطاء" المختفين عن الواجهة، تحتاج معه وللحد منها الاستفادة من تجربة نادي الإبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي