خطورة انتهاء صلاحية الأغذية

تشترك الأغذية مع الأدوية في كونها عناصر مهمة لها علاقة مباشرة بصحة الإنسان، ولذا فإن السلطات المسؤولة تلزم المنتجين والمصنعين بوضع تواريخ تسجل بشكل مقروء على جميع المنتجات توضح تاريخ الإنتاج ويرمز له عادة بـMAN وتاريخ انتهاء الصلاحية ويرمز له بـEXB أي لا يجوز استخدامه بعد هذا التاريخ.
فيما يخص المنتجات التغذوية تحديدا، فإن تاريخ الإنتاج يقصد به إما تاريخ إنتاج المادة الغذائية، وإما صنعها، أو تعبئتها، أو إعدادها، وتختلف المدة المحددة بين الإنتاج والانتهاء حسب طبيعة السلعة وتركيبها الكيميائي وخواصها الفيزيائية ومحتواها من الماء وما قد تحويه من كائنات حية دقيقة وطبيعة العبوة التي توجد فيها، وقدرة هذه الأخيرة على توفير الحماية الضرورية للمادة الموجودة في داخلها على مختلف الأصعدة المتعلقة بالنقل والتداول والتخزين.
ومن هنا نجد أن فترة الصلاحية تختلف من منتج إلى آخر، فقد تكون أياما معدودة لبعض المنتجات كالألبان وبعض مشتقاتها والعصائر الطازجة، أو شهورا لمنتجات أخرى كالمشروبات والعصائر المصنعة، وقد تكون أعواما لمثل الأغذية المجففة أو المعلبة أو المجمدة.
وهذه الفترة هي دليل تشريعي غذائي، وفي الوقت ذاته دليل إرشادي للمنتج والتاجر والمستهلك من أجل ضمان جودة الغذاء أو المنتج. وغني عن القول إن فترة الصلاحية المثبتة تفقد قيمتها إذا لم تؤمن الظروف المناسبة للنقل والتخزين والتوزيع والعرض، حيث إن استخدامها وإن كانت فترة الصلاحية مستمرة قد يكون ضارا، بل وربما قاتلا إذا لم تؤمن الظروف المشار إليها. ومن أكثر العواقب انتشارا نتيجة انتهاء مدة صلاحية المواد الغذائية ما يعرف بالتسمم الغذائي الذي يظهر خلال فترة وجيزة من تناول ذلك الغذاء، ويشمل الغثيان والقيء والإسهال والمغص وارتفاع درجة الحرارة وقد يشمل الجهاز العصبي. إخصائيو التغذية يحذرون من تناول أي طعام انتهت فترة صلاحيته أو ظهرت عليه بعض العلامات وإن لم تكن مدة الصلاحية قد انتهت، ويشمل ذلك أي تغير في اللون أو الطعم أو الرائحة.
كما يؤكد المختصون ممارسة ما يعرف بالتسوق الذكي وهو أن يكتب الإنسان ما يحتاج إليه بحيث لا يتجاوزه عند الشراء، وأن يحفظ ما اشتراه حسب طبيعته إما في درجة حرارة عادية وإما عند درجة التجميد، وأن يكون مكان الحفظ بعيدا عن الحرارة والضوء أو أي من المؤثرات الأخرى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي