10 ملايين طن من النفايات الصلبة سنويا تغرق أوكرانيا في أكوام النفايات

10 ملايين طن من النفايات الصلبة سنويا تغرق أوكرانيا في أكوام النفايات
6100 مكب رسمي و33 ألفا أخرى غير قانونية معظمها مليئة ولا تفي بمعايير السلامة. "الفرنسية"

في حين يعج مكب النفايات الرقم 5 بالقرب من كييف بالكلاب والطيور الجائعة، تشكل أكوام القمامة كابوسا للأوكرانيين، الذين يعيشون في مناطق مجاورة.
تشكو نينا بوبوفا وهي متقاعدة تبلغ من العمر 73 عاما تعيش في بلدة بيدجيرتسي، التي تبعد نحو 30 كيلومترا جنوب كييف قائلة إن "الرائحة كريهة وفظيعة، جميعنا نعاني مشكلات في القلب وضيقا في التنفس".
وتؤكد وهي تتنفس بصعوبة أن أبناءها يختنقون عندما يأتون لزيارتها، وفقا لـ"الفرنسية"، وبعد 30 عاما على استقلالها، لا تزال أوكرانيا تكافح لإنشاء نظام لمعالجة النفايات، وهو وضع يطرح مشكلات صحية وبيئية في هذا البلد الفقير في أوروبا الشرقية.
وفقا لرئاسة هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، هناك أكثر من 6100 مكب رسمي و33 ألف مكب غير قانونية في جميع أنحاء البلاد، معظمها مليئة ولا تفي بمعايير السلامة.
مكب النفايات رقم 5 الذي تعانيه بوبوفا مساحته 63 هكتارا، وهو واحد من أكبر المطامر في البلاد.
وفي أيلول (سبتمبر) قالت يوليا سفيريدنكو، التي كانت آنذاك نائبة رئيس الإدارة الرئاسية "أوكرانيا تغرق في القمامة والوضع يزداد سوءا كل يوم".
يزداد الموقف خطورة، خصوصا أن النفايات الحيوية، التي تتحلل في المطامر تنبعث منها كميات كبيرة من غاز الميثان المسبب الأساسي لظاهرة الاحتباس.
منذ 2018، صدر قانون جعل فرز النفايات إلزاميا، لكن نادرا ما يطبق وغالبا ما يلقي الأوكرانيون نفاياتهم بكميات كبيرة في حاويات ضخمة يتم تفريغها في مكب النفايات.
ومن نحو عشرة ملايين طن من النفايات المنزلية الصلبة، التي يخلفها الأوكرانيون سنويا، يتم فرز 4 في المائة فقط، وفقا للرئاسة.
وما يزيد الطين بلة، أن البلاد مجهزة بمحرقة واحدة فقط غير كافية حتى للتخلص من نفايات العاصمة.
والدليل على وتيرة التغيير البطيئة، المطمر رقم 5 الذي كانت ترمى فيه معظم نفايات كييف على مدار الـ30 عاما الماضية، كان من المقرر إغلاقه في 2018، ولكن بسبب عدم وجود موقع جديد، فإنه يستمر في العمل.
وفقا للخبراء، فإن الافتقار إلى الموارد المالية يبرر هذا الوضع إلى حد كبير. ويوضح سفياتوسلاف بافليوك المدير التنفيذي للجمعية الأوكرانية للمدن الموفرة للطاقة أن السلطات تنفق أقل من عشرة يوروهات لكل طن من النفايات المعالجة، مقابل 100 إلى 170 يورو في أوروبا الغربية.
ويؤكد أن "هذا المبلغ لا يسمح بمعالجة حقيقية للنفايات. فهو يغطي فقط كلفة نقلها إلى حقل وطمرها".
لتخصيص مزيد من الموارد، لا بد من زيادة الفاتورة التي يدفعها الأوكرانيون لرفع القمامة، وهو إجراء لا يحظى بشعبية وتحجم السلطات عن اتخاذه، كما يؤكد كوستيانتين إيلوفي الناشط البيئي.
تولت يفجينيا أراتوفسكا الاقتصادية البالغة من العمر 42 عاما، زمام الأمور وأطلقت في 2016 في كييف محطة فرز صغيرة باسم "أوكرانيا خالية من النفايات".
وقالت "أدركت أن كثيرا من الأشخاص لم يكونوا على علم بضرورة القيام بعملية الفرز، أو الإمكانات الموجودة للقيام بذلك".
جاءت خريستينا ريتشمارينكو المعلمة البالغة من العمر 29 عاما ومعها عدة أكياس مليئة بالقمامة. وقالت "عندما نبدأ في الفرز ندرك كمية القمامة، التي ننتجها وهذا أمر مخيف"، معربة عن الأسف لعدم وجود نقطة فرز بالقرب من منزلها.
بدأت بعض المدن مثل كييف في نشر صناديق إعادة التدوير، لكنها لا تزال قليلة، ومع ذلك، أشار أكثر من 45 في المائة، من الأوكرانيين إلى عدم وجود صناديق فرز كعقبة رئيسة أمام هذه العملية، وفقا لاستطلاع نشر في تشرين الثاني (نوفمبر).
لكن عديدا من الخبراء يشيرون أيضا إلى مسؤولية المواطنين العاديين، الذين لا يهتم سوى القليل منهم بتأثير نفاياتهم في البيئة، وبالنسبة لبافليوك، يجب البدء في توعية الأصغر سنا من خلال زيارة المكبات على سبيل المثال.

الأكثر قراءة