Author

فيروس تغير المناخ .. اللقاح السعودي

|
مختص في شؤون الطاقة
يبدو أن العالم سيواجه خطر فيروس مقبل لا يقل فتكا عن فيروس كورونا كوفيد - 19 إن لم يكن أكثر فتكا، وأسرع انتشارا. معادلة التعاطي مع فيروس كورونا لم تكن معادلة سهلة أبدا، فبين الإنسان والاقتصاد لم تكن القرارات التي تم اتخاذها على المستوى الدولي سيان. هناك دول رجحت كفة الإنسان على الاقتصاد، وهناك دول رجحت كفة الاقتصاد، ليس تقليلا من أهمية الإنسان وصحته وسلامته، لكن الوضع الاقتصادي لبعض الدول لا يحتمل أي هزات اقتصادية ستنعكس بصورة حادة على الإنسان وصحته ومعيشته، وتتعدى ذلك إلى جميع ضرورات الحياة.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتعاطى العالم بالآلية نفسها مع الأزمات أو الأحداث، فلكل دولة قدرات وإمكانات مختلفة تعتمد على قوة اقتصادها ومواردها وغير ذلك من العوامل. لا يستقيم أن نفصل ثوبا ونعتقد أنه مناسب للجميع، وليس من الإنصاف أن نحدد معايير ثابتة نطالب جميع الدول بالالتزام بها من باب المساواة، فالمساواة ليست عدلا بالضرورة. ذكرت سابقا أن هناك تباينا لافتا في التعاطي الدولي والإعلامي لقضية تغير المناخ، فهناك من يحذر أن العالم يقف على شفير الهاوية، وأن الخطر المقبل بسبب تغير المناخ وآثاره في البيئة سيغمر مدنا بسبب ارتفاع منسوب المياه الناجمة عن الاحتباس الحراري.
بعيدا عن تباين الآراء والتعاطي مع هذه القضية والتطرف من بعض الدول والجهات في التعامل معها، الخطر الحقيقي في رأيي هو الحرب الشعواء التي تم حشد الجيوش لها لشيطنة الوقود الأحفوري وعلى رأسه النفط. المحاولات الحثيثة لشيطنته وترسيخ صور ذهنية مضللة عنه هو في اعتقادي عمل ممنهج ومن مطبخ سياسي واحد، والمتابع لزخم التعاطي الدولي والإعلامي المتبني لهذا المنهج غير المتزن يلاحظ أن هذه الفكرة وأعني هنا شيطنة الوقود الأحفوري يعي ذلك. فيروس تغير المناخ بدأ ينتشر بسرعة كبيرة تضاهي سرعة انتشار فيروس كورونا أو تفوقها سرعة. لن أسلط الضوء في هذا المقال على المعمل الذي تمت فيه هندسة هذا الفيروس ومن المستفيد من ذلك، فليس سرا من يقود هذا التوجه ويحارب من أجله، للوقاية من هذا الفيروس ولإيقاف سرعة انتشاره المطردة التي تصيب من وضعوا الكمامات على أعينهم، هناك مسؤولية على الجميع لرفع مناعة المتلقي والجهات الإعلامية العالمية بإعطائهم جرعات معلوماتية حول أهمية الوقود الأحفوري، وأن الحل ليس في توجيه أصابع الاتهام إلى بعض مصادر الطاقة.
الحل في تحمل الجميع المسؤولية من منتجين ومستهلكين في رفع كفاءة استخراج واستهلاك مصادر الطاقة بأنواعها المختلفة، وتلبية حاجة العالم الآنية والمستقبلية المتزايدة على الطاقة. لا يعني ذلك تجاهل البيئة وما يتعلق بتبعات تغير المناخ، بل العمل بتوازن وفاعلية للتعاطي مع هذه المعادلة، ما يعزز أمن الطاقة العالمي ويحافظ على البيئة ومواردها.
علاج هذا الفيروس أوجزه الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي عندما قال: "يجب أن نضع نصب أعيننا ثلاث ركائز، أمن الطاقة والازدهار الاقتصادي، ورفاهية سكان العالم بأسره، وتغير المناخ وأهميته، وعلينا الاهتمام معها في آن واحد دون التهاون في واحدة دون الأخرى" في اعتقادي أن العلاج واضح وفعال وقابل للاستخدام فورا، ولا يتطلب تصريحا طارئا للاستخدام من وكالة الطاقة الدولية، فهل من متدبر؟.
إنشرها