قيادي لا إداري
يظل تعيين الأشخاص في المناصب القيادية رهن الـ100 يوم الأولى التي ينظر إليها في سلك العمل الإداري أنها المحك الرئيس لفهم فلسفة فكر القيادة الإدارية لصاحب المنصب، وخلال هذه الفترة سيتضح القيادي من الإداري.. والأهم من نحتاج؟
أغلب إذا لم يكن جميع علماء الإدارة والقيادة يؤكدون أن دور القائد أهم بكثير من الإداري، وهذا وفق مبدأ كل قائد إداري وليس كل إداري قياديا.. فممارسة العملية القيادية في غاية الحساسية وتحتاج إلى مهارات ناعمة وغيرها للتأثير في فريق العمل نحو إنجاز أهداف معينة.
هذا يقودنا - وفق أي منظومة إدارية - بأن أي شخص من الممكن أن يتولى أي منصب بغض النظر عن الخلفيات والمؤهلات، إذا ما وجد فريق عمل متكاملا ومتجانسا وضليعا بالعمل. وبالتالي هنا يأتي دور المدير بممارسة التوقيع بعد التأكد من وجود "تأشيرة" الموظف المختص. هنا يتحول صاحب المنصب إلى "موقعاتي" وبالتالي يستمد السلطة من المنصب لا الشخصية.
بالتأكيد ليس عيبا ألا يكون صاحب المنصب على معرفة تامة بكل التفاصيل، ولكن المهم دوره في الممارسة القيادية بشخصية جذابة في الاستفادة القصوى من طاقات العاملين ببث الروح الإيجابية في المنشأة بعدل وإنصاف، عبر إيجاد مناخ محفز يسهم في صناعة الولاء من أجل استشراف المستقبل.
الإدارة أكثر رسمية من القيادة وتعتمد على المنهج التقليدي من التخطيط مرورا بالتنظيم إلى الرقابة. في حين أن القيادة تلعب في ساحة كبيرة دون حدود، لأنها تعتمد على التشجيع والتأثير والتعاون وروح الفريق وجميع الوسائل الرسمية وغير الرسمية في الإقناع والتأثير. بالمختصر، المنظمة التي تبحث عن التميز والتطوير والبيئة الجذابة أن تبحث عن قيادي لا إداري.