Author

كورونا والفناجيل

|
لا أحد يشك أن وباء كورونا أنهك الاقتصاد وشل حركة العالم وتسبب في غيبوبة مؤقتة لهذا العالم، وأسهم في إعادة التفكير في كثير من الأمور الصحية والاجتماعية، حتى السياسية والأمنية، ولكن هناك جانب إيجابي قد يعيد توازن الحياة.
كثير من الممارسات التي كنا نمارسها قبل كورونا، توقفنا عنها لأسباب صحية. هذه الممارسات كانت ممتدة لعقود بل قرون، وجاءت كورونا لتعيد التفكير فيها. منها غسل اليدين والتعقيم وقبلات العزائم ولبس الكمامة وغيرها كثير.
لكن العادة التي تكاد أن تكون موجودة في كل بيت هي وضع فناجيل القهوة وكاسات الشاي في وعاء "سطل" نصفه ممتلئ بالماء يتم غسلهم بيد "القهوجي" الذي يكون من حمام الدار أو لربما من مكاتب خدمات القهوجية. المهم أن القهوجي في الغالب يمسك بالواقي "البيز" وهو في العادة يتم تداوره بين الجميع لذلك يميل لونه للسواد من كثر الاستخدام. هذه اليد التي تمر على الجميع تغطس في السطل من أجل غسل الفنجال لكي تعيد استخدامه مرة أخرى لبقية الموجودين.
في نظري أن هذه العادة لن تنقطع بهذه السهولة، ولكن على يقين تام أن كثيرين أعادوا التفكير جيدا في البحث عن بدائل تسهم في الحد من نشر الأمراض، خصوصا في المناسبات الكبيرة. وربما الآن هناك من يتساءل كيف مرت هذه العادة دون أن تتوقف عندها وزارة الصحة والجهات المعنية خلال العقود الماضية؟.
عاتبنا كثيرا كورونا وهي تستحق ذلك وأكثر لأنها سلبت من عمرنا عاما كاملا، لكن عندما يتعلق الأمر بتصحيح بعض الممارسات الخاطئة التي لها تأثير مباشر أو غير مباشر بالصحة العامة، فإنه من الواجب أن نقول، شكرا كورونا على زيادة الوعي وأهلا بالفناجيل الورقية.
إنشرها