Author

91 .. عام النضج للأوطان

|
احتفلت بلادنا الخميس الماضي باليوم الوطني الـ91 من عمرها المجيد والمديد - بإذن الله -، وعلى عكس الإنسان الذي حين يبلغ 91 عاما يكون قد وصل إلى مرحلة الشيخوخة والهرم، فإن الأوطان في هذا العمر تكون في مرحلة النضج والعطاء، حيث يكتمل الاستقرار وتستمر عملية البناء وتبدأ مرحلة البحث عن التفوق والتميز، في مختلف المجالات، وقد مرت بلادنا في مرحلة التأسيس والتوحيد بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وشارك في هذه المرحلة بعض أبناء الملك عبدالعزيز ورجال من المواطنين الذين أوكلت إليهم مهام أنجزوها بإخلاص حتى اكتمل توحيد هذا الكيان الكبير.
واهتم الملك المؤسس بعد ذلك بوضع أسس الدولة الحديثة في مجالات السياسة الخارجية والتعليم والصحة والبحث عن موارد ثابتة لدعم عملية التنمية الشاملة واستعان بالخبرات المتخصصة من الأشقاء العرب وغيرهم في هذه المجالات ما يدل على انفتاح وبعد نظر حيث استعان بمستشارين تم اختيارهم بعناية من الشام والعراق ومصر ولبنان وليبيا.
وروعي أن يجيد كل منهم لغة أجنبية من الإنجليزية إلى الفرنسية والألمانية حتى الروسية، ويتابع هؤلاء كل حسب اللغة التي تجيدها إذاعات دول المحاور المتحاربة في ذلك العصر ويقدم للملك في جلسته الصباحية المبكرة ترجمة لما سمع من أخبار وتحليلات ويشرح وجهة نظره حولها. وهكذا شاركت السعودية وهي الدولة الناشئة آنذاك في المشهد السياسي العالمي عبر رسائل مهمة كان يرسلها الملك عبدالعزيز إلى زعماء العالم مدعومة برأي مهني واضح، وتدرب المواطنون الذين تم تأهيلهم بالعمل مع المستشارين ثم تولوا المهام بكفاءة كبيرة. والتفت الملك عبدالعزيز إلى تنمية الدخل وأوكل إلى عبدالله السليمان وزير المالية مهمة مفاوضة شركات التنقيب عن البترول، وحينما اكتشفت هذه المادة بدأت معها التنمية الشاملة وذهب الملك عبدالعزيز بنفسه لزيارة آبار البترول وحث العاملين فيها من مواطنين وأجانب وشجعهم وشكرهم على جهودهم.
وأشار المؤرخون العرب والأجانب إلى شخصية الملك المؤسس عبدالعزيز التي تقوم على المتابعة الدائمة لجميع مهام الحكم والوقوف بنفسه على المشاريع ومناقشة القائمين عليها وسماع آراء المواطنين أصحاب العلاقة بأي قضية يتم بحثها. وقد حرص الملك عبدالعزيز قبل رحيله على أن يوصي أبناءه الذين تولوا الحكم بعده ملوكا أو أمراء أن يكونوا قريبين من مواطنيهم، وأن يشاركوهم الأفراح والأتراح، ولذا نرى حكامنا قريبين ومع مواطني هذه البلاد دائما وبشكل يندر وجوده في معظم إن لم نقل جميع دول العالم.
وأخيرا: عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين - وقد بلغت الدولة سن النضج كما أشرنا - هو عهد التفوق والتميز فقد حققت بلادنا مراكز متقدمة عالميا في جميع المجالات، وهذا هدف مهم من أهداف "رؤية 2030" التي حددت الأهداف ووضعت برامج محكمة لتنفيذها. وأصبحت بلادنا التي استعانت بالمستشارين في الماضي تملك من العقول ما يضاهي ويفوق نظراءهم في الدول المتقدمة وفي مختلف التخصصات، وكل عام وبلادنا في أمن ورخاء وتقدم تحت قيادتها الحكيمة وبجهود شعب شغوف بالعلم والعمل والتفوق.
إنشرها