Author

الاحتفال بالإنجازات الوطنية

|
كما يقال بالعامية "السنة عيدين وذا الثالث"، فعلا نبتهج ونشعر بسعادة كبيرة وغامرة عندما تحل مناسبة الاحتفال باليوم الوطني في 23 سبتمبر من كل عام، لنحتفل ونتذكر تأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، ومن ثم الدعاء له على جهوده العظيمة في توحيد هذا الكيان الشامخ المترامي الأطراف من جهة، وكذلك نحتفي بالإنجازات العظيمة التي تتحقق على أرض الواقع تباعا في هذا العهد الزاهر من جهة ثانية.
لا شك أن رؤية المملكة 2030 ومستهدفاتها أدت إلى تسارع الإنجازات التنموية النوعية؛ ما أحدث نقلة كبيرة للمجتمع السعودي. لقد جاءت الرؤية بخطة إنقاذ وطني في الوقت المناسب، تقوم على استشراف دقيق للمستقبل ووعي بالتحولات في الاقتصاد العالمي. فالعالم يشهد تغيرات لا بد من مواكبتها للبقاء ضمن منظومة الدول الفاعلة. فهناك تحول رقمي وثورة تقنية هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي لا بد من الإعداد لها والاستفادة منها، وهناك توجه عالمي لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة البديلة والتحول لتصنيع واستخدام السيارات الكهربائية. فعلى سبيل المثال، تشجع الحكومة الصينية تصنيع السيارات الكهربائية من خلال تقديم دعم سخي عند شرائها منذ 2009، ثم عمدت في الوقت الحاضر إلى فرض نسبة محددة من السيارات الكهربائية على شركات تصنيع السيارات في الصين. وفي ضوء هذه التغيرات أصبح ضروريا تخفيف الاعتماد على البترول والتحول نحو اقتصاد المعرفة وتنمية الموارد البشرية لمهن المستقبل، وهذا ما تهدف إليه رؤية المملكة 2030.
وعلى الرغم من صعوبة استعراض الإنجازات الكبيرة التي تتحقق بحمد لله، فبالإمكان الإشارة إلى بعضها مثل:
(1) تمكين المرأة وتوسيع الخيارات أمامها من خلال توفير مجالات توظيف متعددة، والسماح لها بقيادة السيارة وممارسة الرياضة، إضافة إلى تبوؤ المناصب القيادية العالية، فتمكنت من دخول مجالات عديدة والمشاركة في تنمية بلادها بفاعلية واقتدار.
(2) حماية البيئة والحياة الفطرية من الرعي والاحتطاب الجائر، وكذلك القنص الجائر، والحد من الإرهاب البيئي من قبل ضعاف النفوس، الذي قضى على الأخضر واليابس، وقد ترجمت هذه الإرادة الحازمة في إنشاء وزارة البيئة والزراعة والمياه، ثم تأسيس الشرطة البيئية، وصدور أنظمة كثيرة تحمي المحميات الطبيعية والصحاري من العبث وتحمي بعض الكائنات من الانقراض، إضافة إلى بعض المشاريع البيئية الضخمة، مثل مبادرة السعودية الخضراء، وما نراه من جهود رائعة في مدينة الرياض ضمن مبادرة "الرياض الخضراء" تقوم على انتقاء أنواع مناسبة للبيئة الصحراوية.
(3) تشجيع الاستثمار في مشاريع السياحة لإيجاد رافد للاقتصاد الوطني، مثل مشاريع القدية، والبحر الأحمر، ونيوم وغيرها، إضافة إلى تسهيل الحصول على تأشيرة العمرة والسياحة من خلال التطبيقات الإلكترونية. وكذلك اهتمت رؤية المملكة 2030 بإبراز الثقافة السعودية بجميع مكوناتها من مواقع أثرية وتراث ومتاحف وفولكلور وفن شعبي، وأكلات شعبية. وقد شهد ترتيب المملكة تحسنا في مؤشر التنافسية الدولي خلال الأعوام الماضية.
(4) النهوض بقطاع الطاقة المتجددة في مناطق متعددة من خلال البرنامج الوطني للطاقة المتجددة ومبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة، ويهدف البرنامج إلى زيادة حصة المملكة في إنتاج الطاقة المتجددة إلى الحد الأقصى، ومن ثم العمل على الوفاء بالتزامات المملكة تجاه تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
(5) دعم التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي سواء من حيث التعليم أو التطبيق من خلال البرامج الأكاديمية وقبل ذلك إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي وتشجيع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعات العسكرية وغيرها.
(6) انطلاقا من أهمية الإنسان كونه الثروة الحقيقية المستدامة، انطلقت مبادرات كثيرة لتنمية الموارد البشرية من خلال تطوير مناهج التعليم لتشمل مقررات جديدة تواكب تحديات العصر ومن أبرزها مقرر التفكير الناقد، وكذلك رفع مستوى الجامعات ودعم البحث والابتكار، إضافة إلى إطلاق برنامج تنمية القدرات البشرية، الذي يستهدف تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محليا وعالميا، ليكون المواطن مستعدا لسوق العمل الحالية والمستقبلية، وذلك من خلال تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية، ومهارات المستقبل، ليواكب المتغيرات المتجددة لسوق العمل.
(7) مكافحة الفساد على جميع المستويات وفي جميع الأماكن، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه استغلال النفوذ أو المنصب أو العبث بالمال العام، ونتيجة لذلك شهدت المملكة تحسنا ملحوظا في مؤشر مدرجات الفساد الدولي خلال الأعوام الماضية.
إنشرها