محللون دوليون: توقف استثمارات الوقود الأحفوري سيوجد أزمة في تلبية احتياجات الطاقة

محللون دوليون: توقف استثمارات الوقود الأحفوري سيوجد أزمة في تلبية احتياجات الطاقة
تمثل الآبار في خليج المكسيك 17 في المائة من الإنتاج الأميركي.
محللون دوليون: توقف استثمارات الوقود الأحفوري سيوجد أزمة في تلبية احتياجات الطاقة

مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بدعم من انخفاض الإنتاج الأمريكي بسبب تداعيات إعصار إيدا، الذي أدى إلى تعطل واسع في أنشطة المصافي في خليج المكسيك، إضافة إلى تحسن البيانات الصينية وزيادة الواردات من النفط الخام بعد نجاح جهود احتواء متغير دلتا من فيروس كورونا في البلاد.
ويكبح المكاسب السعرية استمرار إصابات كورونا واتساع المخاوف العالمية من تباطؤ الطلب العالمي على النفط الخام والوقود مع عودة القيود في بعض دول العالم وتباين التقديرات حول التعافي الاقتصادي.
وقال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إنهم يؤيدون تقديرات وزير الطاقة والمعادن العماني محمد الرمحي، الذي توقع أن أسعار النفط قد ترتفع إلى 200 دولار للبرميل إذا لم يتم إجراء استثمارات جديدة في قطاع النفط والغاز على المدى القصير، مشيرين إلى أن توقف استثمارات الوقود الأحفوري سيوجد أزمة في تلبية احتياجات الطاقة وهو ما يجعل الاعتماد عليه سيظل قويا وراسخا.
وفي هذا الإطار، ذكر مفيد ماندرا، نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة أن انخفاض الإمدادات النفطية بسبب انخفاض الإنتاج الأمريكي جراء أزمة إعصار "إيدا" أسهم في تقليص المعروض، وبالتالي في ارتفاع الأسعار، وذلك على الرغم من زيادة الإنتاج من جانب مجموعة "أوبك+".
وذكر أن "أوبك" تتمسك برؤية إيجابية لوضع الطلب وتثق باستمرار النفط الخام في قيادة مزيج الطاقة لعقود مقبلة.
من جانبه، أوضح إندرو موريس، مدير شركة "بويري للاستشارات" أن استمرار ضعف الاستثمارات النفطية، خاصة في مشاريع المنبع هو أمر مقلق لوضع العرض وأمنه على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه يمكن التوفيق بين جهود التحول إلى الطاقة النظيفة ورفع كفاءة الإنتاج في مجال الطاقة التقليدية.
وأكد أنه إذا تم التوقف عن الاستثمار في صناعة الوقود الأحفوري بشكل مفاجئ سيكون هناك أزمة في تلبية احتياجات الطاقة التقليدية وسترتفع الأسعار بالضرورة، مشيرا لجهود "أوبك" الحثيثة لإحداث التوازن والاستقرار في السوق وتلبية احتياجات وتطلعات المستهلكين وضمان حوار فعال وتعاون مستمر بين كل أطراف الصناعة.
من ناحيته، بين فيتوريو موسازي، مدير العلاقات الدولية في شركة سنام الإيطالية للطاقة، أن السوق أقرب لحصد مكاسب أوسع في ضوء خسائر الإنتاج الأمريكي واحتياجه لبعض الوقت للعودة إلى المستويات الطبيعية وإصلاح الخسائر، التي تسبب فيها الإعصار.
وأوضح أن "أوبك+" تدير المعروض النفطي بشكل جيد وأن تحالف "أوبك+" الأوسع المكون من 23 عضوا يسيطر بشكل جماعي على نحو نصف الطاقة الإنتاجية للنفط في العالم، ويعمل على تقليص اتفاقية تقييد الإنتاج لتحقيق التوازن في أسواق النفط في ظل تعاف تدريجي من أزمة الوباء.
بدورها، أشارت ويني اكيللو، المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية إلى أن منظمة "أوبك" تملك رؤية موضوعية ومتفائلة لوضع سوق النفط، وترفض التقارير الدولية السلبية، التي تعدها تزيد من تقلبات سوق النفط وتهدد الاستثمار المطلوب في الوقود الأحفوري.
وثمنت تقييم "أوبك" لوضع السوق، حيث ترجح أحدث توقعات المنظمة لسوق النفط على المدى الطويل، التي صدرت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ارتفاع الطلب العالمي من مستويات ما قبل الوباء بنحو 100 مليون برميل في اليوم إلى ذروته عند 109.3 مليون برميل في اليوم نحو 2040، قبل أن ينخفض إلى 109.1 مليون برميل في اليوم في 2045 واستقراره "على مدى فترة طويلة نسبيا". من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، صعدت أسعار النفط لثاني جلسة، معوضا خسائر تكبدها في وقت سابق من الجلسة، إذ تلقت السوق دعما من انخفاض الإنتاج الأمريكي في خليج المكسيك بسبب الأضرار الناجمة عن الإعصار إيدا.
وبحلول الساعة 06:16 بتوقيت جرينتش زاد خام برنت 26 سنتا أو 0.36 في المائة، إلى 72.86 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 12 سنتا أو 0.17 في المائة، إلى 69.42 دولار للبرميل. وظل نحو 77 في المائة، من إنتاج الخليج الأمريكي متوقفا الثلاثاء أي ما يعادل نحو 1.4 مليون برميل يوميا، وفقدت السوق نحو 17.5 مليون برميل نفط حتى الآن. وتمثل الآبار البحرية في خليج المكسيك نحو 17 في المائة، من إنتاج الخام الأمريكي. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء إنه من المتوقع تراجع إنتاج الخام الأمريكي 200 ألف برميل يوميا في 2021 إلى 11.8 مليون برميل يوميا، مشيرة إلى أن الإعصار إيدا سيكون سببا في انخفاض أكبر من توقعات سابقة بتراجع الإنتاج 160 ألف برميل يوميا. وتلقت الأسعار دعما أيضا الأربعاء بعدما أوقف محتجون صادرات النفط من ميناءي السدرة ورأس لانوف الليبييين، وفقا لما قاله مهندسان في الميناءين، بيد أن مهندسين آخرين قالوا إن الإنتاج في الحقول، التي تمد المرفأين لم يتأثر.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 71.19 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 71.35 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة، الذي يضم متوسطات أسعار 13 خاما حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، وإن السلة خسرت بضعة سنتات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 71.64 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة