Author

ملامح التغيرات السكانية في العالم 2021

|
على الرغم من أهمية رصد تأثير كوفيد - 19 على المشهد الديموغرافي في العالم، فإن البيانات لا تزال قليلة وغير كافية لفهم التأثير الديموغرافي العالمي لهذا الفيروس بشكل كامل. ولكن من المحتمل أن يكون الوباء هو سبب زيادة معدلات الوفيات الخام في بعض الدول حول العالم وانخفاض متوسط العمر المتوقع في بعض الدول، مثل الولايات المتحدة. وبوجه عام، لم ترصد آثار واضحة على اتجاهات الخصوبة.
بناء على بيانات مكتب مرجع السكان PRB الصادرة قبل أيام، يمكن إيجاز أبرز التغيرات على النحو التالي:
• بلغ سكان العالم في هذا العام 7.8 مليار نسمة، ومن المتوقع أن يصل إلى 9.7 مليار نسمة في 2050، لكن من الملاحظ أن النمو السكاني انخفض بدرجة كبيرة في معظم دول العالم، لدرجة أن بعض العلماء بدأوا يتكهنون حول متى سيتوقف نمو سكان العالم.
- سجلت أوروبا أكبر انخفاض في معدلات الخصوبة في العالم، أي دون مستوى الإحلال بكثير؛ ما يمهد لانكماش في عدد سكانها خلال الأعوام المقبلة.
- بحلول 2050، ستشهد 39 دولة انكماشا في عدد سكانها وتأتي في مقدمتها الصين وتايلاند وأوكرانيا، وروسيا، وإيطاليا، وألمانيا، واليابان.
- تتربع قارة إفريقيا على عرش فتوة السكان، بأكثر من 40 في المائة من سكانها دون سن 15 عاما، فيما تشهد بعض القارات انخفاضا كبيرا في نسب صغار السن.
- كثير من الدول أصبحت نسبة كبار السن (65 عاما فأكثر) تساوي أو تفوق نسبة صغار السن دون سن 15 عاما، وخاصة في قارة أوروبا، وأكثر وضوحا في جنوب القارة وغربها، إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما، وهذا سيؤدي إلى شيخوخة القوى العاملة.
- سجلت بعض الدول مثل روسيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، ارتفاعا في معدلات الوفيات، الأمر الذي يعزى إلى كوفيد - 19.
• على المستوى العالمي، انخفض معدل الخصوبة الكلي أو متوسط المواليد للمرأة من 3.2 في 1990 إلى 2.3 في 2020. لكن هناك تفاوت كبير من قارة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى، تراوح بين 4.7 في إفريقيا جنوب الصحراء و 1.3 في شرق آسيا وجنوب أوروبا.
- في الدول ذات الدخل المرتفع. انخفضت معدلات الخصوبة لدى النساء من جميع الفئات العمرية منذ 1950، ما أدى إلى انخفاض حاد في الخصوبة. ولكن منذ الثمانينيات من القرن الماضي، بدأت معدلات الخصوبة للنساء في الثلاثينيات من العمر في زيادة طفيفة، ما يشير إلى اتجاه كبير نحو تأخر الإنجاب.
- في الدول ذات الدخل المنخفض، تشهد معدلات الخصوبة انخفاضا بشكل مطرد لجميع الفئات العمرية، ما يدل على اتجاه عام لانخفاض الإنجاب على مستوى العالم.
ختاما، تشهد الدول العربية - كغيرها - تغيرات ديموغرافية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالانخفاض التدريجي المستمر في معدلات الخصوبة، فمن المتوقع أن تلامس بعض الدول مستوى الإحلال، مثل: تونس ولبنان والسعودية وبعض دول الخليج العربية، ومن المفارقات الغريبة أن معدلات الخصوبة في إسرائيل أعلى من مثيلاتها في مصر والمغرب والأردن والسعودية، ولعل ذلك الارتفاع مدعوم بمعدلات الإنجاب لدى الفلسطينيين. في المقابل، يتربع كل من السودان واليمن وفلسطين (الضفة وقطاع غزة) على قائمة الدول العربية من حيث ارتفاع معدلات الإنجاب. وهذه التغيرات تنعكس على خصائص التركيب العمري ومستقبل النمو السكاني والقوى العاملة في هذه الدول.
إنشرها