شركات آسيوية تهدد بسحب البساط من عمالقة التكنولوجيا

شركات آسيوية تهدد بسحب البساط من عمالقة التكنولوجيا

هل سيفقد عمالقة الشبكة العنكبوتية الأربعة جافا GAFA الأرض في الأعوام المقبلة لمصلحة منافسيهم الآسيويين؟ من المحتمل جدا، خاصة في التجارة الإلكترونية.
لسبب بسيط للغاية: يميل المستخدمون الآسيويون أكثر إلى التخلي عن خصوصية بياناتهم الخاصة، ما يمنح شركات التقنية في بلادهم السبق. هذه وجهة نظر، يورك ريمله، ممثل سويسرا في مؤسسة فيديلتي البحثية الدولية.
يشير اختصار "جافا" إلى أربع من أقوى الشركات في عالم الإنترنت والعالم على الإطلاق، هي: جوجل، أبل، فيسبوك، أمازون. تتمتع هذه الشركات بقوة اقتصادية ومالية كبيرة (في بعض الأحيان أكبر من الدولة).
على سبيل المثال، في 2015، بلغ وزن "جافا" 1675 مليار دولار مقابل 1131 مليار دولار لجميع الشركات الفرنسية المدرجة في سوق الأوراق المالية الفرنسية.
هناك مصطلح آخر باسم "جافام GAFAM" يضيف ميكروسوفت Microsoft إلى الشركات الأربع، عموما، تمثل "جافا" اقتصاد بداية القرن الـ11 وتجسد الانتقال إلى العصر الرقمي.
في مقابلة تم تكريسها لتحليل الازدهار الاقتصادي في آسيا، وكيف تتميز السوق الآسيوية عن الأسواق الأخرى، قال يورك، إن استهلاك الطبقة المتوسطة المتنامية في آسيا هي التي تغذي بشكل متزايد الاقتصاد الآسيوي.
ويقول: لا ينبغي علينا أن ننسى أن أعمار السكان الآسيويين أكثر شبابا منه في مناطق أخرى من العالم، وأن مستخدمي الشبكة العنكبوتية يتمتعون بالفعل بتجربة رائعة مع التقنيات الجديدة، التي دمجت حياتهم اليومية تماما.
يقول في آسيا جرت رقمنة الاقتصاد بسلاسة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية، حيث تشهد آسيا أقوى نمو. تفسير ذلك: لأن المستهلكين في الدول الغربية أكثر حساسية تجاه مسألة حماية البيانات الخاصة.
بينما في آسيا، يكون المستخدمون أكثر استعدادا للتخلي عن خصوصية بياناتهم من أجل تبسيط حياتهم وتلقي، على سبيل المثال، عروض مخصصة، يقول: لهذا السبب ستتفوق الشركات الآسيوية قريبا على الشركات الغربية في التجارة الإلكترونية.
عن سرعة عودة الصين وكوريا الجنوبية إلى المستوى الاقتصادي، الذي كانتا عليه قبل كوفيد - 19، يقول إن الصين هي الدولة الوحيدة بين الاقتصادات الكبرى، التي لديها ناتج محلي إجمالي إيجابي في 2020. أما كوريا الجنوبية، فهي متخلفة قليلا عن الركب، لكن في الربع الأول 2021 عاد كلاهما إلى مستويات ما قبل الوباء.
يعد أن آسيا قاومت الأزمة الصحية بشكل أفضل لأنها أصبحت أقل اعتمادا على الغرب. يضيف: لقد طور الآسيويون أيضا طريقتهم الخاصة في القيام بالأشياء، التي تخص حياتهم، ولم ينشطوا حافزا نقديا عملاقا مثل الولايات المتحدة أو أوروبا.
عن سبب التقصير في أداء المؤشرات المالية الصينية، مقارنة بالولايات المتحدة، قال يورك، إنه على الرغم من مرونة الصين في مواجهة الأزمة، إلا أن السياسة النقدية للمصرف المركزي الصيني والحكومة لم يحفزا المستهلكين الصينيين بالقدر نفسه، الذي اتبعه الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (المصرف المركزي) أو المصرف المركزي الأوروبي والحكومات المعنية، ما أدى إلى ضعف أداء الأسهم الصينية.
ما يتعلق بالمراكز الاقتصادية الإقليمية، التي ستشهد نموا قويا، قال إنه بناء على تقييمات النتائج الاقتصادية والمالية، من المتوقع أن يحقق جنوب وجنوب شرق آسيا معدل نمو مرتفعا، خاصة فييتنام والفلبين وإندونيسيا وسنغافورة أيضا. باختصار، هناك إعادة تركيز إقليمية للاستهلاك المحلي، يتميز بالطبقة المتوسطة القوية في آسيا.
عن إمكانية تحول سلسلة التوريد تدريجيا بسبب الاختناقات، وما يتبعه من تحول الطلب، قال يورك، إن الإنتاج قد استؤنف بالفعل، ومن هنا جاء الطلب القوي على المواد الخام بعد فترة انتقالية.
مع ذلك، سيكون هناك إضفاء الطابع الإقليمي على الطلب، خاصة في آسيا وبشكل أخص الصين. أضاف: لا يمكننا الحديث عن إزالة العولمة، لكن منذ الوباء شهد العالم انتعاش الأقلمة مرة أخرى، وسنرى بالتأكيد تباطؤا في العولمة.
هنا، نبه عضو مؤسسة فيديلتي إلى أن "الأقلمة" في الاستهلاك ستؤثر في الاهتمام بالسلع الغربية الفاخرة. قال، نحن نشهد إعادة تركيز إقليمية واسعة للاستهلاك المحلي.
المستهلكون الآسيويون أخذوا يفضلون بشكل متزايد العلامات التجارية المحلية، بما في ذلك قطاع المنتجات الفاخرة. هذه، على سبيل المثال، مستحضرات التجميل أو ماركات الأزياء الآسيوية أو السيارات اليابانية الفاخرة. هذه ظاهرة تم ملاحظتها بالفعل في اليابان في الثمانينيات والتسعينيات.

الأكثر قراءة