Author

ما أولوياتك وأهدافك للعام الجديد؟

|
التخطيط هو مفتاح النجاح، ولكن قليل منا يلتزم بتحديد أولوياته في الحياة عموما، والأهداف التي يخطط لتحقيقها خلال العام الجديد أو الأعوام القليلة المقبلة خصوصا. وهذا لا يعني عدم وجود أهداف لدى كل إنسان، فالأهداف الكبرى لدى الإنسان موجودة في عقله الباطن، لكنه لا يحددها بوضوح وفق معايير تساعد على الإنجاز في الوقت المناسب. فتحديد الأولويات والأهداف يساعد على تحقيقها وتذليل الصعاب التي قد تعترض هذا السبيل، علاوة على استغلال الوقت وتقليل مستويات التوتر لدى الإنسان.
في الغالب عند رغبة بعضهم في تحديد أهدافهم، فإنهم يضعون أهدافا كبيرة تفوق إمكاناتهم المتاحة، ما يجعلهم يصابون بالإحباط عند الفشل في تحقيقها، وبالتالي يفقدهم الشعور بلذة الإنجاز الذي يحدث عندما تكون أهدافا معقولة. قبل البدء ينبغي أن يسأل الإنسان نفسه: هل يعرف أهدافه؟ وأولوياته للعام الجديد؟ لا شك أن ذلك يتطلب بعض التفكير في مجالات التركيز أو الأهداف والأولويات، ثم بعد ذلك لا بد من ترتيب قائمة الأولويات حسب أهميتها. وفي هذا السياق، هناك أمور كثيرة ينبغي ألا تغيب عن البال، مثل علاقة الإنسان بربه، وأسرته، وزواجه إن كان عازبا، أو أطفاله، وصحته، وعاداته التي يرغب في تعديلها ونحوها. وبعد ذلك إعداد قائمة بالمشاريع المهمة الممكن تحقيقها، ويمكن تقسيمها إلى فئات، بعضها يخص الأمور المالية، مثل إنشاء حساب ادخار للطوارئ أو لشراء منزل، أو العمل وما يتصل به، مثل تطوير مهارات معينة أو الحصول على دورات محددة أو الترقية، وبعض الأهداف أو المشاريع تخص الثقافة، مثل تحديد كتب يرغب الإنسان في قراءتها أو متاحف يريد زيارتها أو مؤتمرات يطمح لحضورها، وهناك أهداف اجتماعية تتعلق بالأقارب والأصدقاء، وأخرى ترتبط بالمنزل مثل تحسين مظهر الجدران أو تغيير الأثاث أو إضافة بعض الغرف، وهناك أهداف صحية، مثل الالتزام بممارسة الرياضة أو تكوين عادات جديدة؛ كالاستيقاظ مبكرا ونحو ذلك.
ومن الأهمية بمكان أن يكون الإنسان واقعيا وغير قاس على نفسه عند تحديد أهدافه، فإذا كانت أهدافه كبيرة جدا، فإنه قد يشعر بالإحباط بسبب عدم إحراز تقدم نحو تحقيقها، وفي المقابل، إذا كانت صغيرة جدا، فمن المرجح أنه سيقوم بالتسويف، لأنه سيشعر بأن هناك وقتا متسعا لإنجازها.
ولضمان تحقيق الأهداف، ينبغي أن تكون محددة وقابلة للقياس، ومن ثم قابلة للتحقيق، فليس من المعقول وضع أهداف بعيدة المنال، وغير قابلة للقياس. باختصار ينبغي اتباع نظام تحديد الأهداف "الذكي" الذي يطلق عليه SMART، ويحدد كل حرف من حروف تلك الكلمة اللاتينية إحدى خصائص الأهداف أو بالأحرى معايير تحديدها، وهي: (1) أهداف محددة SPECIFIC وغير غامضة أو متداخلة. (2) قابلة للقياس MEASURABLE، مثل توفير مبلغ معين أو شراء منزل أو تعديل عادة معينة، أو إنقاص الوزن عددا من الكيلو جرامات، أو قراءة عدد من الكتب. (3) قابلة للتحقيق ACHIEVEABLE، أي الابتعاد عن الأهداف المستحيلة أو بعيدة المنال. (4) واقعية REALISTIC، أي تتناسب مع واقع الإنسان نفسه وتحقق طموحاته. (5) أهداف مرتبطة بتواقيت محددة TIMED، أي تحديد جدول زمني للإنجاز، لتسهيل متابعة الإنجاز ورصد أي تأخير. وتشير الدراسات إلى أن عدد الذين يتمكنون من إنجاز أهدافهم المرسومة قليل لا يتجاوز 15 في المائة. ويستحسن أن يجتمع رئيس الأسرة بأفرادها صغارا وكبارا ويدون أهدافهم للعام الجديد، ويجتمع بهم كل أربعة أشهر لمتابعة مستوى التقدم المحرز.
ختاما، من الأهمية بمكان مكافأة الإنسان لنفسه على إنجاز كل هدف من الأهداف لتعظيم الشعور بلذة الإنجاز. وأخيرا، أدعو الله أن يكون العام الجديد حافلا بالسعادة والإنجاز للجميع.
إنشرها