1443
بالتقويم الهجري، يكون من ولد أواخر العام الهجري 1389، قد أكمل الـ53 قبل نحو شهر، بينما بالتقويم الميلادي يمكن القول: إن عمره 51 عاما ونصف، حيث يقابل تاريخ ولادته أوائل العام الميلادي 1970، لهذا يستخدم الأول عند الحاجة إلى إبراز "الوقار القيادي"، وهو نوع يستخدم في المحيط العائلي غالبا، ويلجأ إلى الثاني كفطرة إنسانية، حيث يشترك الجميع في حب الحياة والاستزادة منها، وهذا الجميع في نصف حياته الأول يسعى لتكبير نفسه للحاق بركب الحياة، وفي النصف الثاني في الأغلب ما "يحاول" تصغير نفسه للسبب نفسه، وهذه مفارقة عجيبة.
يبدو التقويم الميلادي أكثر شعبية بسبب "التوفير" المزعوم في العمر، وهذا سيجعل شعبيته بين النساء أكثر، وهو أيضا يوفر على من يدفع الأجر الشهري بضعة أيام، ولعل من طريف ما يذكر، أن السعوديين قبل ثلاثة أو أربعة عقود عند بدء استقدام العمالة المنزلية، كانوا يصرون على استخدام التقويم الهجري في دفع الأجور، لاعتيادهم عليه أكثر، بينما العمالة تريده بالميلادي الذي اعتادت عليه، حتى فطنوا إلى "مصلحتهم"، وبات الأغلبية اليوم يستخدمون التاريخ الذي يستخدمه أربعة أخماس العالم تقريبا.
يظل التقويم الهجري هو الأغلى في وجدان الإنسان المسلم، حتى لو تحولت كل معاملات حياته إلى التقويم الميلادي لأسباب مفهومة، وهي أسباب عملية وجيهة، وسيظل فؤاده وعقله مرتبطين بالتقويم الهجري الذي ترتكز عليه - من ناحية التوقيت والأهلة - ثلاثة أركان من أركان الإسلام الخمسة، هي: الزكاة، الصوم، والحج، فضلا عن الارتباط الروحي والحب الأبدي لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، الذي ارتبط هذا التاريخ بهجرته ومعانيها وتأثيرها في التاريخ الإسلامي.
التقويم الهجري يرتكز على النظام القمري وأسماء الشهور عند العرب قبل الإسلام، الذي استمر بمباركة إلهية أو بالتوجيه في سورة التوبة في آية عدة الشهور والأشهر الحرم الأربعة، التي تحمل الأسماء نفسها قبل الإسلام، وهو بدأ عامه الأول بقرار "بشري" أصدره الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليكون عام هجرة الحبيب المصطفى، وكان يمكن أن يكون القرار البشري بدء التاريخ بعام ولادة الرسول، أو بعثته.
عام هجري سعيد على البشرية جمعاء، لعله يحمل الفرح لمن يقف على حافة حزن أو جرح، ومزيد من السعادة لمن هو سالم منهما، عام نواصل في بلادنا مسيرتنا نحو التقدم، ويواصل الإنسان العيش بطرق أفضل وأجمل.
كل عام وأنتم ووطننا وقيادتنا على أحسن حال.