تعافي حركة الملاحة الجوية العالمية يعود خطوة إلى الوراء

تعافي حركة الملاحة الجوية العالمية يعود خطوة إلى الوراء
انخفضت سعة مقاعد شركات الطيران نحو ربع نقطة مئوية. "رويترز"

عاد تعافي حركة الملاحة الجوية العالمية خطوة إلى الوراء، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي.
وانخفضت سعة مقاعد شركات الطيران نحو ربع نقطة مئوية لتصل إلى 68 في المائة من السعة في الأسبوع نفسه من عام 2019، قبل أن تتسبب جائحة كورونا في تعطيل توسع السفر متعدد الأعوام الذي كان يغذيه العدد المتزايد من السائحين من الطبقة المتوسطة من الصين وجنوب شرق آسيا. وجاءت أحدث انتكاسة، التي ترجع إلى حد كبير إلى تفشي سلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا، بعد انخفاض بنحو نقطة مئوية في الأسبوع السابق عليه، وفقا لخدمة تتبع الرحلات الأسبوعية التابعة لوكالة "بلومبيرج" للأنباء التي تستخدم بيانات من متخصص الطيران "آو. إيه. جي" لمراقبة نبض العودة.
وتشكل آسيا أكبر التحديات مجددا، حيث أجبر أكبر تفش للفيروس في الصين منذ بدء الوباء، المسؤولين هناك، على تعليق الرحلات الجوية وزيادة فحوص الكشف عن كورونا للعاملين في المطارات.
أضر هذا بجزء كبير من صناعة الطيران المحلية الضخمة في البلاد، التي حققت أفضل أداء بين أكبر الأسواق العالمية في فترة ما قبل الوباء. وفي الولايات المتحدة، توقفت الطاقة الاستيعابية لعدة أسابيع بسبب قيود التوظيف والتقدم البطيء صوب رفع القيود الحدودية مع أوروبا والأسواق الأخرى.
أما أوروبا، وهي المنطقة الوحيدة التي تم فيها استخدام ما يسمى جوازات سفر اللقاح على نطاق واسع، فقد أحرزت جهود العودة مزيدا من التقدم، رغم أنها ستكون محدودة أيضا بسبب عدم التمكن من إعادة فتح السفر عبر المحيط الأطلسي بالكامل، وفقا لروب موريس رئيس الاستشارات العالمية في خدمة سيريوم، التي تتتبع الحركة الجوية، وذلك بحسب "الألمانية".
ويأتي ذلك بعد ترجيحات اتحاد النقل الجوي الدولي "إياتا" بأنه لن تعود حركة الملاحة الجوية إلى مستويات ما قبل الوباء قبل حلول العام 2023، لكن من المفترض أن تتضاعف حركة الملاحة الجوية على مدى 20 عاما من 4.5 مليار راكب في 2019 إلى 8.5 مليار في 2039، إلا أن هذه الأرقام تمثل تراجعا بمليار راكب عن توقعات "إياتا" الصادرة ما قبل أزمة كوفيد.
مع ذلك، تعد الأعداد نبأ جيدا بالنسبة إلى شركات تصنيع الطائرات، التي خفضت إنتاجها خلال الأزمة مع إلغاء شركات الطيران طلباتها لتتمكن من الصمود ماليا في ظل كوفيد.
وأعلنت شركة "إيرباص" بالفعل عن خطط لتسريع وتيرة تصنيع طائرتها الأكثر مبيعا "إيه 320" ذات الممر الواحد، مع ترقب بلوغ مستوى قياسي في 2023.
وأما "بوينج"، فتتوقع أن تحتاج شركات الطيران إلى 43 ألفا و110 طائرات جديدة بحلول عام 2039، ما يعني مضاعفة الأسطول العالمي تقريبا. وستساهم آسيا وحدها بنسبة 40 في المائة من هذا الطلب بحسب "الفرنسية".
وقال دارن هالست نائب رئيس قسم التسويق لدى "بوينج" إنه كما كان الحال مع الأزمة المالية العالمية (2007 - 2009)، "سيثبت القطاع مرة جديدة صموده".
ولفت مارك إيفالدي مدير الأبحاث لدى "معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية" في باريس إلى أن 1 في المائة فقط من السكان يسافرون جوا حاليا.
وقال "بمجرد الزيادة الديموغرافية ومع ازدياد ثراء الناس، سيزداد الطلب على السفر جوا وبالتالي على الطائرات".
وإن كانت أساطيل الطائرات الأكبر حاليا في الولايات المتحدة وأوروبا، فإن الزيادات الأكبر منتظرة في آسيا والشرق الأوسط، بحسب دراسة أعدتها أخيرا شركة "أوليفر وايمان" للاستشارات.

الأكثر قراءة