أمثال صحية «2»

تقول العرب في أمثالها: "راعي العلة أدرى بالطبيب". أي: إن المريض هو أعلم من غيره أي طبيب يناسبه، لأنه صاحب المعاناة فهو أدرى بعلته وأعراضها، ويقصد بالمثل؛ أن من يهتم بالأمر يكون أعرف بمقاصده من غيره، ويضرب في من يعطي لشخص رأيا هو في الحقيقة أعلم به من غيره.
ومن الأمثال قولهم: "ترى الدوا في أردى الشجر". أي: إن العلاج قد يكون في أسوأ أنواع الأشجار، ومن اللافت أن الأبحاث العلمية أثبتت صدق هذا المثل، إذ إن كثيرا من الأدوية تستخرج من النباتات السامة أو شديدة المرارة بعد استخلاصها وفصل مكوناتها، ويضرب هذا المثل للدلالة على أن بعض الأمور، وإن كانت سيئة في ظاهرها، إلا أنه قد تكون فيها منافع لا تتوافر في غيرها، أما المثل الدارج على ألسنة الناس "فلان ناقل داه برداه"، فيضرب لمن يحمل أمرا قد يكون هلاكه بسببه، أي: كأنه يحمل داءه - أي مرضه - في ردائه.
ومن الأمثال قولهم: "من ماشى الأجرب لا بد يجرب" والأجرب هو: المريض المصاب بداء الجرب، وهو مرض سريع العدوى، ويحمل المثل في طياته بعدا اجتماعيا وقائيا، إذ يشير إلى أن مصاحبة الأشرار مدعاة لمجاراتهم والتطبع بأخلاقهم وسلوكهم مصداقا لقول الشاعر:
"عدوى البليد إلى الجليد سريعة ... والجمر يوضع في الرماد فيخمد".
أما المثل المعروف "ترى الجوع خبل"، فيقصد به تهوين أمر الجوع وعدم الانزعاج منه، إذ إن رمق الإنسان تسده أدنى أكلة بسيطة، ويضرب المثل لمن يشتكي الجوع ولا يجد ما يأكله إلا نزرا يسيرا فيطمئنه المثل بأن الجوع خبل، أي: يمكن جمحه بأبسط مطعوم.
ومما يذكر في الأمثال الشعبية قولهم: "احزم يدك وعرضها الطببا"، أي: عندما تربط يدك وكأنها مصابة ثم تعرضها على الأطباء - الطببا - فسيختلفون في التشخيص ومن ثم في العلاج، ويضرب المثل للإشارة إلى أن من غير المستغرب أن تختلف وجهات النظر حيال أمر من الأمور، ويقال: "من ترك المشي تركه المشي"، ويضرب لمن يتهاون في أمر ما، ثم يصعب عليه هذا الأمر حين يرغب في إتمامه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي