default Author

الآثار الاجتماعية والاقتصادية لضحايا كورونا «2 من 2»

|
باعتبار البنك الدولي وبوصفه أكبر مؤسسة لتقديم المساعدات الإنمائية في العالم، فإن له دورا حيويا ينبغي أن يضطلع به في مساندة الدول في إعداد السياسات والبرامج اللازمة لمساندة الأطفال الذين يصبحون أيتاما بفعل تداعيات جائحة كورونا. وعملنا مع الحكومات وشركاء التنمية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ضروري من أجل:
منع وقوع مزيد من الوفيات: تقوية النظم الصحية ومساندة عمليات التطعيم للحيلولة دون مزيد من الوفيات لمقدمي الرعاية في المستقبل وإيقاف مد حالات التيتم. ومساندتنا المباشرة للدول وجهودنا مع الشركاء من خلال تحالف كوفاكس وغيره من القنوات لتسريع تصنيع لقاحات فيروس كورونا وتوزيعها ضرورية لحث خطا إتاحة الحصول على اللقاحات وتوزيعها مع الاستمرار في التركيز على استراتيجيات الاحتواء، وتقوية النظم الصحية، وتدابير الإعداد والجاهزية للوقاية من الجوائح. وهذه العناصر محور تركيز رئيس لاستجابة البنك الدولي لمواجهة جائحة كورونا، بما في ذلك من خلال المقترحات التي يتضمنها محور التركيز الجديد الخاص برأس المال البشري في العملية الـ 20 لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية. وإعداد الأسر: يجب تفادي وضع الأطفال في إطار مؤسسي بسبب ضرره الملحوظ على النمو النفسي والبدني والعقلي، كما اتضح مرارا في دراسات أجريت على مر عقود كثيرة وشارك في تأليفها تشارلز نلسون. ومن خلال قدرتنا على جمع مختلف أصحاب المصلحة والتشاور مع واضعي السياسات، يستطيع البنك الدولي المساعدة على تيسير الحصول على رعاية آمنة مستقرة تستند إلى رعاية الأسرة من خلال رعاية ذوي القربى وتعزيز الرعاية أو التبني. وحماية الأطفال: تستطيع برامج التحويلات النقدية تقديم تحويلات الدخل والدعم للأطفال ومقدمي الرعاية باستخدام نموذج النقد مع الرعاية استنادا إلى التدخلات السلوكية والنفسية الاجتماعية. وفي النيجر وكولومبيا والمكسيك وبيرو ساعدت إضافة برنامج للرعاية الأبوية إلى التحويلات النقدية على تحسين بعض الممارسات الأبوية ونواتج تنمية الطفولة مع تحقيق نتائج في مجال الإدراك واللغة. واستخدمت التحويلات النقدية استخداما واسعا في إطار الاستجابة لجائحة كورونا لتقديم دعم للدخول في مواجهة الصدمات الاقتصادية التي أحدثتها الأزمة. وبين 20 آذار (مارس) 2020 و14 أيار (مايو) 2021، زادت تدابير المساعدات الاجتماعية ولا سيما التحويلات النقدية بنسبة 120 في المائة، ويمكن تسخير هذا الزخم وتوجيهه ليشمل الأسر التي تساند الأيتام. ويمكن الاطلاع على برامج للرعاية الأبوية المستندة إلى الشواهد التي ثبتت فاعليتها عند تقديمها من خلال منصات افتراضية في الرعاية الأبوية في ظل جائحة كورونا، وأسهم في تطوير هذه البرامج جامعة أوكسفورد، ومراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، وشركاء رئيسون آخرون.
ومن الضروري لتحقيق هذه الأجندة الشاملة تقوية قدرات القطاع العام على معالجة هذه القضايا. وتعتمد الأنظمة المجتمعية والعامة على وجود موظفين مدربين ومؤهلين ولديهم موارد كافية، ولا سيما في تنمية الطفولة المبكرة، والحماية الصحية والاجتماعية. ويجب على الحكومات وشركائها العالميين إعطاء أولوية للموارد من أجل برامج رعاية الأطفال للتصدي لجائحة كورونا وإقامة أساس قوي لتعاف شامل للجميع طويل الأمد ومنصف. ويجب على هؤلاء الشركاء الوطنيين والعالميين إعطاء أولوية للموارد الفنية من أجل نمذجة وتحديد ومتابعة وتقييم برامج رعاية الأطفال المتأثرين باليتم المرتبط بجائحة كورونا ووفاة مقدمي الرعاية. وهذا تحد جسيم ولا سيما في الدول التي تعاني ضيق إيرادات المالية العامة في ظل أكبر ركود يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وتعد الاستثمارات في رأس المال البشري للأطفال اليوم ضرورية لتأمين مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم ودولهم. ولهذه الاستثمارات معدلات عائد مرتفعة تتراكم على مر الأعوام، ومن جيل لآخر. وتحتاج الأعداد المتزايدة للأطفال الذين أصبحوا أيتاما بسبب جائحة كورونا إلى دعمنا ومساندتنا.
إنشرها