في مثل هذا اليوم .. فاجئ

تغير العالم كثيرا خلال العقد الأخير ومع التطور المعرفي والمعلوماتي، أصبح القارئ على قدر كبير من الذكاء في تحليل وتصنيف كثير من الأمور التي تتعلق بصناعة الخبر وشؤون الصحافة بشكل عام، وبالتالي فالخبر الصحافي من فئة التلميع كان يمرر قبل عشرة أعوام أما اليوم فهو ضمن صفحات الاستهجان.
أهم أكثر الأخبار التي تجعل القارئ يسقط على ظهره من كثرة الضحك وهو يمط بلسانه بعيدا، هي أخبار الزيارات المفاجئة التي يقوم بها المسؤولون ضمن "واجبات" عملهم ومعهم جيش من المصورين ومشاهير السناب الذين يلتقطون لهم الصور من عدة زوايا، وبمختلف تقنيات الفلاش وربما الفلاتر! وهذا يخيل للقارئ أن المسؤول في استوديو للتصوير وكل صورة تلتقط يذهب فيها المصور للمسؤول قائلا، "وش رأيك بالصورة؟ زينة أم نلتقط أخرى!"، ومن جهة أخرى تجد "الكشخة" والأناقة وأحيانا "البشت" في جولات أخرى.
هذه التصرفات غابت عنها السرية وعنصر المفاجأة "الحقيقية"، وأصبح الجميع يعرف بالزيارة وأولهم المصورون والأماكن التي سيزورها المسؤولون! وإذا كانت الجولة من صميم عمل المسؤول، فلماذا حشد الإعلام وإبهار الرأي العام أنه عمل جبار يستحق التوثيق.
المسؤول الذي يظن أنه هذه الممارسات ستجلب له الثناء والبقاء على الكرسي، متوقعا أن تطبيق ممارسات المسؤولين قبل 20 عاما ستصنع منه نجما فهو واهم. فالثورة المعلوماتية كشفت كثيرا من الخبايا التي جعلت القارئ يصنف أخبار الزيارات المفاجأة ضمن صفحات "في مثل هذا اليوم".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي