جزء من النص مفقود
كانت هذه العبارة "العنوان"، حاضرة أول ما بدأت خدمة الرسائل في الهاتف في الجوال كلما كانت الرسالة طويلة أتت على شكل أجزاء وبينها فترة زمنية وقد لا تكتمل مع هذه العبارة، على سبيل المثال يرسل أحدهم رسالة تبدأ بالسلام والسؤال عن الأحوال ثم إذا وصل إلى عبارة "بقول لك شيء..." انقطع النص، وعليك الانتظار وضرب أخماس في أسداس عن ماذا سيقول؟، وقد يطول انتظارك لتصل تكملة النص ربما أيضا بجزء مفقود منه حسب إطالة المرسل إذا كان من جماعة مالك بالطويلة بل بالأطول.
تطورت التقنية بسرعة البرق حتى إن الجيل الجديد ربما لا يعرف شيئا عن تلك المرحلة وأصبح بالإمكان إرسال رسائل طويلة حتى حد الملل، لكن في شأن آخر أكثر أهمية ما زال هناك استمرار لفقدان جزء من النص وهو جزء مهم مكمل ومطلوب، وتخصصت أجهزة حكومية في إخفاء هذا الجزء رغم أنه يكمل الهدف من الرسائل التي ترسلها بأخبار تبثها، من ذلك خبر يشير إلى إقفال منشأة لمخالفتها يتوقف عند حد الإقفال دون معرفة بما يتم بعده، صحيح أن هناك إجراءات ضرورية وأحيانا تكون مرتبطة بأجهزة حكومية أخرى لكن في النهاية من المهم أن يجبر كسر النص المفقود من الرسالة.
تعلن الأجهزة الحكومية من خلال أخبار المتابعة الرقابية بالمداهمة والإقفال باللواصق لأجل توضيح وطمأنة المواطنين والمقيمين أن عيونها مفتحة وأنها لا تقبل العبث والتهاون لكن لم يعد لمثل هذه الأخبار أثر كما السابق لأنها تفتقد زبدة الخبر، ماذا يستفيد المتلقي من خبر رسمي عن إقفال مختبر تحاليل يتلاعب بفحوصات كورونا الخاصة بالسفر؟ يتوقف الخبر عند تلك النقطة دون استكمال، حلقة ناقصة دون نهاية منتظرة، بل إن بعض التقارير الاستقصائية لوسائل الإعلام كما بثت قناة الإخبارية عن مستشفى رفض تنفيذ حكم وعليه ما عليه من مخالفات أخرى لا تجد تعليقا أو توضيحا من الصحة أو جهة أخرى ربما تكون معنية بالقضية.
إن استمرار اختفاء الجزء المفقود من النص وعدم ظهوره في الرسالة الإعلامية ولو بعد مدة من الزمن يضعف قيمة الجهود المبذولة ويضفي ظلالا من الشكوك عن فعالية الرقابة وقدرتها على القيام بدورها بالشكل المنتظر، خاصة ما يطول صحة الإنسان أو حقوقه.