نعم من فضلك .. لا شكرا

يمثل فن التعامل مع الآخر جزءا من شخصية الإنسان أولا، وثانيا للتربية والعائلة دور كبير، وأيضا المحيط الذي يعيش فيه الإنسان، وأخيرا الثقافة السائدة في المجتمع التي تسهم في نحت وتشكيل آداب التعامل وسلوكياته.
يقول صديقي الذي ذهب إلى بريطانيا لتعلم اللغة، وفي أول يوم لوصوله دخل بقالة صغيرة في الحارة، وطلب من صاحب المحل بلغة توقعها عادية بسبب العادات في بلادنا، حيث قال له: أعطني علبة ماء! Give me bottle of water فنظر له صاحب المحل بحدة، وقال: قل من فضلك Say please! وعرف صديقي من بعدها أن أساسيات التعامل تختصر في عبارتين "لا شكرا ونعم من فضلك" No thanks and Yes please.. المضحك أن صاحب البقالة أصبح صديقا له ولا يناديه إلا مستر بليز!
من الجميل أن يعزز الابتعاث بعض السلوكيات التي قد تغيب عنا، لكنها موجودة في أعماقنا وجذورنا وبحاجة إلى تطبيقها.. في نظري، أن ثقافة تعاملنا مع الأجانب منذ الصغر لها تأثير كبير، فالطفل يدخل المحل ويرمي بالريال على العامل، ثم يطلب ما يريد بلغة حادة "صديق عطني عصير"، وهنا يأتي دور المجتمع في غرس مفهوم الشكر واللباقة في التعامل مع الآخر.
الكلمة الطيبة والرد الجميل طريق للود والوئام في التعاملات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بعرض أو طلب خدمة.. إن أبسط وأسهل وأروع الكلمات تأثيرا وبعدا معنويا وقابلية ولباقة مع الآخر، تنحصر في كلمتي شكرا ومن فضلك، فلتبدأ من العائلة لتنتهي مع الآخر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي