مداهمات البطحاء .. وماذا بعد ؟

التحقيق الذي بثته قناة الإخبارية عن ممارسات بعض العمالة في حي البطحاء، خصوصا في تجهيز لحوم دواجن للمطاعم غير صالحة للاستهلاك الآدمي وفي ظروف أقل ما يقال عنها إنها بالغة السوء والقذارة، يعيد فتح ملف بؤر تكتشف بين عام وآخر، التي علق عليها بعض المتابعين بالقول إن مثلها موجود في أكثر من مدينة، وفي الأغلب ما يطرح حي البطحاء في الرياض كنموذج لضعف رقابة البلدية خصوصا في الأغذية، ما يباع منها "طازجا" أو ما يتم تجهيزه مع حالة تسيب عمالة لا تخفى عن الأنظار، وهو يكشف أن طريقة المداهمات وتصويرها مع وضع لواصق الإغلاق لم تحقق الجدوى في اجتثاث هذه البؤر، والمؤسف أن الأخبار عن المداهمات والإغلاق لمحال أو مواقع وإحالة العمالة إلى الجهات المختصة تتوقف عند هذه المحطة الخبرية، فلا يعرف ماذا تم من إجراء بخصوص هذه العمالة وعلى كفالة من؟ وهل هي تعمل بشكل نظامي ولما استقدمت من أجله، لتصل إلى مثل هذه الحالة السيئة؟، أيضا وكيف استطاعت من نقل هذه الدواجن حية ومريضة إلى داخل الحي، ثم استخدامها؟. لا بد أن لدى فرق المداهمة معلومات كاملة عن سلسلة الإمدادات من يبيع وينقل، وما يمكن أن يحدث في البطحاء ممكن حدوثه في أحياء أخرى، لذلك من المهم إيجاد حلول جذرية تفحص الصورة كاملة، خاصة أننا نتحدث عن صحة البشر، أيضا ما يتم تجهيزه في حي البطحاء يمكن نقله وتسويقه إلى غيره من مطاعم ومحال داخل العاصمة ومع ارتفاع الأسعار يتوقع بحث قليلي الذمة عن مواد رخيصة مهما كانت حالتها غير صالحة.
والمفترض من واقع حالات عديدة لمداهمات من هذا النوع منذ زمن قديم أنه أصبح لدي الأجهزة الرقابية من تراكم خبرة عميقة بهذه الممارسات ما يوفر لها قدرات على التحكم والسيطرة عليها.
لم تعد أخبار المداهمات من البلديات تحقق الأثر المطلوب لا في وعي المستهلك الذي أصبح متشككا فيما يأكل ويشرب، ولا من أثر في عمالة تبحث عن الربح السريع، ومن المؤكد أن البلديات لا تستطيع وحدها اجتثاث هذه البؤر، بل لا بد من مساندة من جهات أمنية أخرى، تبدأ بحملات تنظيف للعمالة غير النظامية وللمواقع التي تستخدمها مع نشر أخبار الأحكام التي تصدر في هذه الحالات بشفافية حتى تكون رادعا لكل من تسول له نفسه التلاعب بصحة البشر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي