Author

الإنسان والشعر والحيوان «2»

|
الشعر الشعبي هو الآخر لم يكن بمنأى عن ذكر الإبل، كيف لا وأهل الصحراء يعايشونها ليل نهار:
من لا يحوش المرجلة في شبابه * أظنه لها ما حاش لا صار شايب
تخطرت لبيت الرفيعي وافد * وهو خير من تافد عليه الركايب
وقول الآخر الذي يؤكد فيه أن تقدم العمر يرهق، لا الإبل فحسب، بل حتى الذئب والنبات:
الشيب يتعب شمخ النيب والذيب * حتى النبات الا كبر قيل عاسيو"شمخ النيب" وصف توصف به الإبل، كما قد توصف بـ"حرش العراقيب"، ومن ذلك ما أورده شالح بن هدلان في قوله: كم ليلة عشاك حرش العراقيب * وكم شيخ قوم كزته لك اذراعه
أما الظباء والغزلان على اختلاف أشكالها فلها مع الشعراء نصيب وافر ولم لا! وهي المخلوقات الجميلة التي تأنس العين برؤيتها ومن ذلك قول قيس بن الملوح في قصيدة مشهورة:
أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني * لك اليوم من بين الوحوش صديق
فعيناك عيناها وجيدك جيدها * سوى أن عظم الساق منك دقيق! ويقول أيضا متسائلا:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا * ليلاي منكن أم ليلى من البشر
ومما يروى عن يزيد بن معاوية، قوله:
قد خلفتني طريحا وهي قائلة * تأملوا كيف فعل الظبي بالأسد
الشعراء الشعبيون هم الآخرون للغزال في قصائدهم ذكر وأي ذكر، يقول خلف بن هذال:
يا غزال علق الوسم في قلبي وراح
يحسب إني مثل ناس تضيع حقوقها
مير أخاف من المناقيد يا ظبي المراح
الفشق وأم الفشق قافل صندوقها
الشاعر عبدالله الخويطر، يصف أمرا تشتهر به الظباء وهو حرصها على أن ترعى وترتع في أماكن بعيدة عن الصيادين وأعين الناس:
يا غزال مرتعه خالي الفجوج
من حذاره ما يرتع بالهياج
راتع ما حوله الرامي يدوج
ما قعد بالمناقي والزراج
أما الشاعر محمد السياري فيوضح أين يتجه هواه! فيقول:
أنا هواي غزيل يم الأسياف
كنه من اللي يدهلن النفودي
ما يقرب الديره يفلي بالأرياف
يجفل من الأزوال غر عنودي
قناصها من طردها شاف ما عاف
كنه على روس الرجوم محدودي

اخر مقالات الكاتب

إنشرها