Author

تطمينات

|
حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليل الثلاثاء الماضي، غطى جوانب كثيرة حول المنجز، والطموح، حول الانطلاقة والمواصلة، بتفاصيل واضحة، ولغة يفهمها الجميع، وعمق لا تخطئه البصيرة، وبديهة حاضرة.
ولأنه حديث طويل نسبيا، وكل ما فيه مهم، يجدر التركيز على نقطة أو اثنتين في كل مرة عند التعليق عليه وإعادة قراءته، حتى لا تبخس النقاط حقها في عجالة محاولة الإحاطة بكل ما قال، وحتى نأخذ المدى الزمني الكافي لإيصال الرسائل للداخل والخارج.
كثير من الإشارات المطمئنة احتواها هذا الحوار، وأقف اليوم عند اثنتين، الأولى مهمة شعبيا ومهمة لرجال الأعمال القدامى والجدد، وهي حديثه عن عدم زيادة ضريبة القيمة المضافة عن نسبتها الحالية إطلاقا، وأنها في غضون خمسة أعوام كحد أقصى ستقل عن هذا الرقم لتعود إلى ما بين 5 و10 في المائة تبعا للظروف الاقتصادية.
هذا التطمين يقطع دابر كل الشائعات ويطمئن المخاوف، ويجعل أصحاب الأعمال يخططون لأعمالهم، والمستهلكون يخططون حياتهم والحصول على احتياجاتهم على بينة، حيث يمكن التسعير والتفاوض للتاجر على مدى طويل، ويمكن للمستهلك أن يخطط لشراء السلع المعمرة أو الثمينة في الوقت التي ستنخفض فيه الضريبة، كما يمكن حساب مدخلات الإنتاج وكثير من الأشياء لأصحاب المشاريع الجديدة.
موضوع تخفيض ضريبة القيمة المضافة مطمئن أيضا لأنه يعني أن هناك ثقة كبيرة في تحسن الاقتصاد القوي أصلا، وفي نجاح الخطط، وفي أن العمل كما أوحى ولي العهد منظومة متكاملة بين الجميع بعد أن عشنا مراحل "الجزر" المتفرقة، سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص.
التطمين الثاني مهم أيضا، وهو أن قيادة وفريق الرؤية يعملون على تحسين الوظائف التي وصفها ولي العهد بـ"السيئة"، وتقليص نسبتها من إجمالي التوظيف بعد أن تحقق وصول مستويات البطالة إلى المستهدفات التي تعد طبيعية ومعقولة.
لقد كان ملهما ومطمئنا قول ولي العهد، إن صاحب دخل الـ30 والـ50 ألف ريال سيعيش ويدخر ويستمتع، وأن ما يهمه هو صاحب الدخل المنخفض، مثل خمسة آلاف وسبعة آلاف، حيث يمكنه نيل بعض الحاجات الأساسية، لكنه لن يدخر ولن يستثمر ولن يستمتع إلا قليلا.
الطمأنينة هنا أن قائد هذا التطوير والثورة الاقتصادية يعي أن القضية ليست توظيفا وسد أرقام ورفع مؤشرات بطالة فحسب، بل إنها دخول في العمق الاجتماعي والاقتصادي للأفراد الذين يشكلون المجتمع الذي وضعت الرؤية من أجله، وهو من سيصنع الفارق باستمراره في العمل لتحقيقها وتجاوزها، كما ختم ولي العهد حواره القيم والجميل.
إنشرها